كشف مصدر رفيع المستوى في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة»، أن الأمين العام للمجلس علي لاريجاني، أصبح رسمياً المسؤول عن إدارة الملف النووي والمفاوضات مع الغرب، بدلاً من علي شمخاني الأمين العام السابق للمجلس، مضيفاً أن لاريجاني المحسوب على المحافظين الوسطيين، يدفع باتجاه مفاوضات مباشرة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وحسب المصدر، فإن قرار تولي لاريجاني الملف اتُّخِذ خلال اجتماع «الأعلى للأمن القومي» مساء الأربعاء الماضي، بحضور الرئيس مسعود بزشكيان، ورُفِع القرار إلى المرشد الأعلى علي خامنئي الذي أقره بدوره.

Ad

وبموجب هذا الترتيب، ستقوم وزارة الخارجية التي تتولى المفاوضات تنفيذياً، بتنسيق قراراتها مع لاريجاني الذي بات المسؤول المباشر عن كل الملفات الخارجية، في حين سيتولى شمخاني الإشراف على إعادة بناء المنظومة العسكرية والأمنية في مجلس الدفاع الأعلى، وتجهيز البلاد لأي مواجهة عسكرية مستقبلية.

ولفت المصدر إلى أن هذا القرار يعني عملياً حسم الخلاف المتواصل منذ اغتيال الجنرال قاسم سليماني في عام 2020، بين «الخارجية» والحرس الثوري، حول الطرف المسؤول عن الملف النووي.

وأوضح أن أول قرار للاريجاني بعد توليه الملف، هو طلبه من وزير الخارجية عباس عراقجي إجراء اتصالات مع الأميركيين والأوروبيين لعقد اجتماعات تفاوضية، كاشفاً أن اللقاء بين عراقجي ومسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كايا كالاس في الدوحة مساء الخميس الماضي كان تحت إشراف لاريجاني.

وذكر أن لاريجاني يعتقد أنه يجب إجراء مفاوضات مباشرة مع الأميركيين، وطلب أمس من خامنئي الإذن لقيام عراقجي بمفاوضات مباشرة وعلنية مع مبعوث ترامب ستيف ويتكوف أو أي طرف أميركي آخر.

وأشار إلى أن لاريجاني كلف قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني بإعداد تقرير مفصّل حول أوضاع حلفاء إيران الإقليميين، تمهيداً لدراسة سبل إعادة ترميم العلاقات معهم.

ويأتي هذا التحرك في ظل الضربات الإسرائيلية القاسية التي تعرضت لها هذه المجموعات المسلحة المنضوية فيما كان يعرف بـ «محور المقاومة» خلال العامين الماضيين، والتي أضعفت بشكل جوهري الاستراتيجية الإيرانية السابقة، مما فرض على طهران إعادة تقييم تحركاتها الإقليمية واستراتيجياتها في المنطقة.