أفادت إذاعة «مونت كارلو» بأن العراق وسورية تفاوضا على اتفاقية أمنية، ناقلة عن معلومات لجنة الأمن البرلمانية في العراق، بأنها تشمل ثلاثة محاور رئيسية هي: مكافحة نشاط تنظيم «داعش»، وأمن الحدود المشتركة ودعم الأمن القومي للبلدين.
وذكرت الاذاعة في تقريرها أن الحكومة العراقية تتعهد في أحد البنود «بمنع أي نشاط يهدد استقرار وأمن» النظام الجديد في دمشق، انطلاقاً من الأراضي العراقية، في إشارة ضمنية إلى نشاط محتمل للفصائل العراقية او أنصار النظام السوري السابق أو لإيران.
وأشار التقرير الى أن الاتفاقيات الأمنية تمثل إحدى أهم السياسات التي ينتهجها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، لتعزيز الدور العراقي في دعم الاستقرار الإقليمي.
الى ذلك، نفى المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، نور الدين البابا، صحة تقرير عن شن الأمن العام حملة اعتقالات وتهجير تستهدف أبناء المكوّن المسيحي في منطقة القصير بريف حمص قرب الحدود مع لبنان، التي شهدت معارك عنيفة بين المعارضة السورية و»حزب الله» اللبناني في أول سنوات الحرب الأهلية السورية.
وفي بيان نُشر عبر منصة «تليغرام»، أوضح البابا أن «الوزارة قامت بالتحقق من الأسماء الواردة في تلك المنشورات، وتبيّن أن المعتقلين ليسوا من المكوّن المسيحي فقط، بل ينتمون إلى خلفيات متعددة، وقد تم استدعاؤهم سابقاً في إطار قضايا جنائية تشمل جرائم قتل واغتصاب وتزوير سجلات عقارية تعود لفترة النظام السابق».
وأشار إلى أن «التحقيقات جرت تحت إشراف القضاء المدني والنيابة العامة، وأن الإجراءات المتخذة بحق هؤلاء الأشخاص جاءت بناءً على اعترافات موثقة، وليس لها أي صلة بانتمائهم الديني أو الطائفي».
ونقلت وسائل إعلام سورية عن المحامي ميشيل شماس أن حملة الاستدعاءات جاءت «بعد اعترافات أحد الموقوفين في دمشق، حيث صدرت أوامر بالتحقيق مع 51 شخصاً وردت أسماؤهم، بينهم نساء، يشتبه بمشاركتهم في عمليات قتل وتعذيب خلال فترة حكم نظام الأسد».
وبحسب شماس أسفرت الحملة حتى الآن عن اعتقال 31 شخصاً، بينهم نحو 20 من السنة (بينهم 4 سيدات)، و11 من المسيحيين (بينهم سيدتان)، إضافة إلى سيدة من الطائفة العلوية.
في غضون ذلك، وبعد أسابيع من تعهدها باستثمار أكثر من 6.4 مليارات دولار في سورية، أطلقت السعودية أمس حزمة مشاريع في سورية تشمل إزالة أنقاض دمشق وريفها وإعادة تأهيل مدارس ومستشفيات ومخابز في جميع المناطق بحضور المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة عبدالله الربيعة.
وشملت الاتفاقيات مشروعاً لتأهيل وإزالة الأنقاض في محافظة دمشق وريفها ومشروعاً لتأهيل وترميم 34 مدرسة في محافظات حلب وإدلب وحمص، ومشروعاً لتجهيز 17 مستشفى بالأجهزة الطبية المنقذة للحياة، وآخر لإعادة تأهيل نحو 60 مخبزاً وخطاً لإنتاج الخبز. كما تم توقيع اتفاق لإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي وآبار مياه في دمشق.
ودشّن «مركز الملك سلمان الإغاثي» مشاريع تطوعية وتنموية لتلبية الاحتياجات الإنسانية المُلحة للشعب السوري، شملت61 مشروعاً لدعم القطاع الصحي، إضافة إلى مشاريع لإعادة التأهيل، ورعاية الأيتام، وجسور برية من المساعدات النوعية.
وقال الربيعة إنّ المشروعات تستهدف القطاعات التي «تمثل أولوية ملحة» للسوريين «إسهاما في دعم جهود التعافي وتخفيف معاناة المتضررين».
إلى ذلك، استقبل وزير الصحة مصعب العلي، ورئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري حازم بقلة، رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري يوسف بن علي الخاطر والوفد المرافق له، في مطار دمشق الدولي. ووصل الوفد القطري على متن طائرة تابعة للقوات الجوية الأميرية تحمل 12 طناً من المعدات الطبية الحساسة والدقيقة مقدمة من سدرة للطب وجهات قطرية أخرى، لمساعدة المستشفيات السورية على مواصلة تقديم خدماتها الصحية النوعية للمرضى.
من جهته، التقى الرئيس أحمد الشرع عدداً من سفراء الدول العربية والصديقة، وبحث معهم سبل تعزيز التعاون المشترك، مشددا على أهمية توسيع مجالات التنسيق وتطوير قنوات التواصل. وأكد السفراء حرص بلدانهم على مواصلة العمل المشترك بما يخدم المصالح المتبادلة ويعزز الروابط الأخوية والصديقة.
وحضر الشرع، حفل تخرج عقيلته، لطيفة الدروبي، ضمن دفعة «النصر والتحرير» لعام 2025 في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة إدلب.