قال الرئيس الفنزويلي الاشتراكي، نيكولاس مادورو، إن على الولايات المتحدة «التخلي عن خطتها لتغيير النظام بالعنف في فنزويلا»، فيما حذّر وزير خارجيته، إيفان خيل، دول أميركا اللاتينية من «الانتشار العسكري غير المسبوق» للولايات المتحدة في منطقة البحر الكاريبي «بذريعة خبيثة هي الحرب ضد المخدرات»، وذلك مع تصاعد التوتر العسكري على خلفية الحرب التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على كارتيلات المخدرات، وتخللها قصف قارب انطلق من فنزويلا محمّلا بالمخدرات وعلى متنه 11 شخصاً.

جاء ذلك، فيما أجرت القوات الأميركية تدريبات برمائية مكثفة في بورتوريكو التي أمر ترامب بإرسال 10 مقاتلات «إف 35» اليها، مهددا بإسقاط الطائرات الفنزويلية إذا تعرضت للقوات الأميركية التي تقوم بعمليات هناك.

وذكرت شبكة سي إن إن، نقلاً عن عدة مصادر مطلعة أنّ ترامب يبحث خيارات لتنفيذ هجمات عسكرية ضد كارتيلات المخدرات النشطة داخل فنزويلا، بما في ذلك احتمال تنفيذ ضربات مباشرة داخل أراضي هذا البلد.
Ad


وقالت شبكة فوكس نيوز إن الضربة الأميركية التي استهدفت قارباً محمّلاً بالمخدرات في منطقة الكاريبي يوم الثلاثاء الماضي هي «أحدث خطوة في حملة أوسع لتفكيك امبراطورية إيران وحزب الله المتنامية في تجارة المخدرات بفنزويلا».

ونقلت الشبكة عن المسؤول المتقاعد في إدارة مكافحة المخدرات الأميركية (DEA)، بريان تاونسند، قوله إن «شراكة إيران مع الرئيس الفنزويلي مادورو تتيح لحزب الله العمل في فنزويلا. إيران تستطيع أن تعمل بأمان، من خلال حزب الله، في حين يحصل مادورو ومسؤولوه على أموال طائلة... في النهاية، إيران تستخدم مادورو وتستغله. ومادورو وأصدقاؤه يستفيدون مادياً».

وبينما تدرس إدارة ترامب وقف برنامج تعاونها مع كولومبيا، لفشلها في الحد من تهريب الكوكايين، وصف وزير الدفاع الكولومبي، بيدرو سانشيز، برنامج العمل ضد المخدرات مع الولايات المتحدة بأنه «رمز للتعاون والتحالف والثقة» بين واشنطن وبوغوتا.

وسيكون إنهاء التعاون الأميركي بمنزلة ضربة قوية لكولومبيا، التي تعرّض جيشها والشرطة لسلسلة من الهجمات المميتة من الكارتيلات المسلحة. ويضع ذلك على المحك نحو نصف مليار دولار من التمويل الأميركي المخصص لمحاربة عصابات المخدرات والفصائل المسلحة اليسارية التي توفر تمويلها من الاتجار بالكوكايين.

وصرّح سانشيز خلال جولة لبرنامج القضاء على زراعة نبتة الكوكا على الحدود الكولومبية مع الإكوادور، بأن المساعدات العسكرية الأميركية ضرورية لكولومبيا، لأنها تتيح «العمل بقوة أكبر» ضد الاتجار بالمخدرات. وأضاف أن إقصاء كولومبيا من البرنامج يعني «انتصارا للفاعلين غير الشرعيين وخسارة للدول».

وفي البرازيل، اتهم الرئيس اليساري، لولا دا سيلفا، ترامب بمحاولة التدخل في الشأن الداخلي، وقال إن البرازيل قادرة على حكم نفسها من دون أي تدخّل أجنبي، كما انتقد ساسة محليين يشجعون على» هجمات» على بلدهم.

وقال لولا، عشية يوم الاستقلال: «تربطنا علاقات ودية مع جميع الدول، ولكننا لا نقبل أوامر من أي كيان، والبرازيل لديها مالك واحد هو شعبها».

وفي رد على مطالبة ترامب المحكمة العليا البرازيلية بإنهاء احتجاز الرئيس السابق، جايير بولسونارو، الذي يواجه اتهامات بمحاولة قيادة انقلاب بعد خسارته في انتخابات 2022، أكد لولا أن الدستور ينصّ على الفصل بين السلطات الثلاث، وهذا يعني أن الرئيس البرازيلي «لا يمكن أن يتدخل في قرارات النظام القضائي البرازيلي».