في دورته الثامنة، يواصل المهرجان العربي لمسرح الطفل توسيع نطاق أنشطته، حيث لم تقتصر فعالياته على العروض المسرحية فحسب، بل شملت برامج تعليمية وتفاعلية موجّهة للأطفال. ومن أبرز هذه البرامج ورشة «تعليم الأطفال فنون صناعة العرائس وتحريكها»، التي تقام يوميا على مسرح الدسمة أو مسرح المتحف الوطني وفق برنامج العروض المسرحية، ويقدمها مجموعة من المتخصصين في هذا الفن ومنهم المخرج ولاعب العرائس ناصر عبدالتواب.
وتأتي هذه الورشة ضمن الفعاليات الفنية المصاحبة للمهرجان، في خطوة تعكس حرص القائمين عليه على إتاحة مساحات إبداعية للأطفال تثري خيال الصغار وتمنحهم فرصة للتعرف عن قرب على فنون العرائس وأسرارها.
وبهذه المناسبة، كشف عبدالتواب أن الورشة التي يقدمها ضمن المهرجان لم تصمم لتكون مجرد درس تقني، بل لتفتح نافذة ساحرة أمام الصغار على عوالم الدمى، لافتا إلى أنه في هذه التجربة، يتعلم الأطفال كيف يصنعون عروستهم بأيديهم ويحركونها، لا سيما «عروسة القفاز» التي تعد من أكثر الدمى بساطة وأسرعها قدرة على استمالة الطفل والتقرب من عالمه، مع التعرّف على أشكال أكثر تنوعاً من العرائس، ومنها: عرائس خيال الظل، وعرائس العصا، وتلك ذات الفك المتحرك، وحتى المارونيت أو عرائس الخيوط.
ويؤكد عبدالتواب أن الورشة تتجاوز حدود التسلية إلى آفاق أرحب، إذ تمنح الأطفال فرصة لإطلاق خيالهم، وتحفيزهم على التعبير بعفوية، وبذلك تتحول هذه التجربة إلى رحلة فنية صغيرة تترك في وجدان الطفل بصمة لا تُمحى، وتثري مخيلته بما يفتح أمامه أبواب الإبداع منذ خطواته الأولى.