متابعة سوق الانتقالات لا تقل متعة وحماسة وإثارة، وأحياناً غموضاً، خصوصاً في آخر ساعاتها قبل قفل الأبواب عن المسابقات الرسمية والدوريات في كل دول العالم. أما في الكويت، فما إن يبدأ موسم الانتقالات الصيفية، حتى تتحول بعض أنديتنا إلى منصات إطلاق صواريخ... تصريحات طنانة، أسماء رنانة، عناوين صحفية تحبس الأنفاس، والنتيجة؟ محترف «بو ثلاثة فيديوهات على اليوتيوب»، وآخر كان هدافاً... في عام 2012!
اللافت في الموضوع أن الجماهير صارت تحفظ هذا السيناريو عن ظهر قلب، فالصيف يبدأ بصيحات: «إحنا رايحين نغير جلد الفريق!»، و«الموسم هذا غير!»، وتنتهي القصة بمحترفين جدد، لكن بنفس أداء «الجلد القديم» وربما أضعف!
الطامة الكبرى، أن الكثير من هذه التعاقدات لا تستند لأي منظومة واضحة. لا تحليل بيانات، لا متابعة ميدانية، لا دراسة احتياج فني... فقط فيديو مجمّع من «يوتيوب» أعده وكيل أعمال محترف في المونتاج! وفي الخلفية، صوت مسؤول النادي يقول بثقة: «هذا اللاعب راح يفرق معانا»، ويفرق فعلاً... بيننا وبين البطولات!
وبينما العالم يطوّر منظوماته الكروية ويخترع برامج تحليل أداء اللاعبين بالذكاء الاصطناعي، ما زال البعض عندنا يختار المحترف بناءً على توصية «صديق مقرّب» أو لقطات من مباريات الدوري النيبالي!
ولا ننسى المؤتمرات الصحافية التي فيها تجد اللاعب يوقع العقد وحوله المسؤولون يبتسمون للكاميرا وكأنهم وقّعوا مع نيمار، بينما في الواقع وقعوا مع نيمار... محمود، هدّاف دوري الدرجة الرابعة في بلاد لا نعرفها على الخريطة!
والأطرف من ذلك أن بعض الأندية بعد التعاقد تُصدم بالجواز المزور، أو العمر الحقيقي، أو الإصابة المزمنة، فتبدأ حفلة الأعذار: «لم نتوفق»، «اللاعب لم ينسجم»، "الطقس أثر عليه”! وكأننا دولة قطبية لا يعرفها اللاعب إلا بعد التوقيع!
بنلتي
بدل ما تشتغل إدارات الأندية على تطوير الكشافين وتوظيف محترفين حقيقيين... قاعدين كل سنة يجرّبون حظهم في «يانصيب الانتقالات»! والنتيجة؟ «محترف سنتر»... يدخل ويطلع وما حد درى عنه!
ولو سألتهم عن الخطة البديلة؟ قالوا: «يجيب الله الخير... في الشتوية نعدّل»، وما بين صيفية فاشلة وشتوية تعويضية... الموسم ضاع يا ولدي!