في وقت أشارت صحيفة بوليتكو إلى أن إدارة ترامب تدرس اعطاء أولوية لحماية الأراضي الاميركية ونصف الكرة الارضية الغربي بدلا من التركيز على الصين، صعدت الادارة الاميركية الحالية من عسكرة حربها ضد المخدرات، وهو ما رفع منسوب التوتر مع نظام الرئيس الفنزويلي اليساري الشعبوي نيكولاس مادورو.
ووجّه الرئيس دونالد ترامب تحذيراً مباشراً إلى مادورو، وتوعد بإسقاط أي طائرة عسكرية تشكّل تهديداً لقواته في منطقة البحر الكاريبي، رداً على تحليق طائرتين فنزويليتين فوق سفينة أميركية الخميس الماضي، مشدداً على أنه لن يسمح باستفزازات نظام مادورو وعرقلة العمليات الأميركية بالمنطقة.
في الوقت نفسه أعطى ترامب الإذن لإرسال 10 مقاتلات من طراز «إف - 35» إلى بورتوريكو، لتضاف إلى 8 سفن حربية أميركية تجوب مياه الكاريبي ضمن حملته الموسّعة على كارتيلات المخدرات.
وأفادت شبكة سي إن إن بأن ترامب يدرس خيارات لتوجيه ضربات عسكرية مباشرة داخل الأراضي الفنزويلية ضد عصابات تدير تجارة المخدرات، مبينة أن الهجوم على قارب محملاً بالمخدرات في جنوب الكاريبي وقتل 11 شخصاً قد يكون «البداية لعملية أوسع تهدف ليس فقط لوقف التهريب، بل ربما لإزاحة مادورو من السلطة».
واعتبرت كراكاس العملية «إعدامات خارج نطاق القضاء». ورأى مادورو أنها «أكبر تهديد يواجه القارة منذ مئة عام». وأعلن حالة التعبئة الشاملة للجيش وميليشيات الدفاع الشعبي.
وزارة الدفاع الأميركية التي بات اسمها الجديد وزارة الحرب بعد أن وقّع ترامب على قرار تنفيذي بهذا الشأن، وصفت تحليق الطائرتين الفنزويليتين فوق السفينة الأميركية بأنها «خطوة استفزازية جداً»، مشيرة إلى أن الهدف منها التدخل في جهود مكافحة المخدرات والإرهاب التي ينفذها الجيش الأميركي.
وصعّد البيت الأبيض لهجته ضد مادورو، ووصفه نائب كبير موظفيه ستيفن ميلر بأنه «زعيم كارتيل مخدرات»، مضيفاً أن فنزويلا «تدار كمنظمة إجرامية عابرة للحدود».
أما وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، فأوضح خلال زيارته إلى المكسيك، حيث ناقش التعاون الأمني مع جارته، أن اعتراض شحنات المخدرات «لم يعد مجديًا»، محذراً من أن واشنطن ستهاجم مجدداً أي قوارب تربطها بالتهريب.
وفي الإكوادور، قال روبيو إنه مستعد لدراسة إعادة إقامة قاعدة عسكرية أميركية إذا وافق عليها الشعب في استفتاء، وهو ما وصفته حكومة مادورو بـ «الإهانة».
وفي أول ردود الفعل، أشادت رئيسة وزراء ترينيداد وتوباجو، كمالا بيسساد - بيسيسار، بالهجوم على القارب.
مادورو يرد
في المقابل، حاول مادورو تخفيف حدّة التوتر، مؤكداً أن الخلافات مع الولايات المتحدة «ينبغي ألا تؤدي إلى صراع عسكري»، لكنه حذر في الوقت ذاته من أنه «إذا تعرضت فنزويلا لاعتداء فستنتقل إلى مرحلة الكفاح المسلح».
وقال مادورو، خلال فعالية لتفعيل الميليشيات الشعبية، «فنزويلا بلد خالٍ من إنتاج أوراق الكوكا والكوكايين، ونحن نحارب الاتجار بالمخدرات»، متهماً ترامب بالاعتماد على «تقارير استخباراتية خاطئة».
وأشار إلى أن فنزويلا في «مرحلة التجنيد والاستعداد» للدفاع عن الوطن، وستنتقل إلى «نشر القدرات الدفاعية، والتدريب وإعادة التدريب لكامل الشعب الفنزويلي».
وأكد وزير الخارجية، إيفان خيل، أن الانتشار العسكري الأميركي يستند إلى «ذريعة واهية»، متهماً واشنطن بـ «الكذب بشأن تهريب المخدرات».
«وزارة الحرب»
وفي وقت وقّع ترامب مرسوماً تنفيذياً يقضي باستخدام تسمية وزارة الحرب بدلاً من وزارة الدفاع المعتمدة منذ عام 1789، معتبراً أن الهدف من ذلك «فرض السلام من خلال القوة»، أشارت صحيفة بوليتكيو إلى أن القرار سيكلف مليارات الدولارات، لكنه لن يعالج التحديات العسكرية والبنيوية التي يعانيها الجيش الأميركي.
الديموقراطيون وصفوا الخطوة بأنها «مسرحية سياسية باهظة التكاليف»، في حين نشر وزير الحرب، بيت هيغسيث، لوحة بالوصف الجديد على باب مكتبه.
وأوضحت «بوليتيكو» أن تغيير اسم الوزارة يتطلب تغيير أختام «وزارة الحرب» في 50 ولاية و40 دولة وفي 700 ألف منشأة حول العالم، مشيرة إلى أن إدارة ترامب تسعى لتجنب التصويت في «الكونغرس» على التسمية الجديدة التي ستستغرق جهداً ووقتاً.
وإلى جانب التصعيد ضد فنزويلا، أصدر ترامب مرسوماً آخر بإنشاء قائمة سوداء للدول التي تحتجز مواطنين أميركيين «بشكل غير عادل»، تمهيداً لفرض عقوبات على مسؤوليها. مصادر أميركية تحدثت عن احتمال إدراج الصين وإيران وأفغانستان على اللائحة.