يحمل فيلم «صوت هند رجب»، الذي عُرض لأول مرة أمس في مهرجان البندقية السينمائي، التوسلات الأخيرة المؤلمة لطفلة فلسطينية تبلغ من العمر 5 سنوات حوصرت في سيارة تحت القصف الإسرائيلي، ولاقى الفيلم استحسانا كبيرا عند عرضه.

وقوبل الفيلم بتصفيق حار استمر 24 دقيقة خلال العرض الأول، وهي أطول مدة مسجلة في هذا المهرجان حتى الآن، مما يشير إلى أنه المرشح الأوفر حظا لدى الجمهور للفوز بجائزة الأسد الذهبي التي ستُمنح غدا 6 الجاري، وهتف بعض الأشخاص من الجمهور «فلسطين حرة».

Ad

وقالت الممثلة سجى الكيلاني إن «قصة هند تحمل ثقل شعب بأكمله».

ويركز العمل الدرامي الواقعي على مشغلي خدمة الهاتف في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، الذين حاولوا لساعات طويلة طمأنة هند رجب العالقة وهي تتوسل لإنقاذها من السيارة، حيث كانت عمتها وعمها و3 من أبناء عمومتها يرقدون بالفعل في عداد الموتى.

واستخدمت عبارة الفتاة الصغيرة: «أنا خائفة جدا، أرجوكم تعالوا» معززة بمقاطع أصلية أخرى لمكالماتها اليائسة مع مشغلي خدمة الهاتف بشكل قوي طوال الفيلم.

وقالت الكيلاني: «السؤال الحقيقي هو كيف تركنا طفلة تتوسل من أجل الحياة؟ لا يمكن لأحد أن يعيش في سلام بينما يُجبر طفل واحد على التوسل من أجل البقاء على قيد الحياة».

وبعد انتظار دام 3 ساعات، حصلت «الهلال الأحمر» على موافقة الاحتلال الإسرائيلي لإرسال سيارة إسعاف لإنقاذ هند. لكن انقطع الاتصال بالفتاة والمنقذين أنفسهما بعد وصول سيارة الإسعاف إلى مكان الواقعة، وبعد أيام، عُثر على جثة الفتاة وأقاربها وأشلاء عاملي الإسعاف القتيلين الذين تعرضا للقصف.

واستقطب الفيلم بعض الأسماء اللامعة في هوليوود كمنتجين منفذين، مما منحه ثقلا إضافيا بما في ذلك الممثلون براد بيت وخواكين فينيكس وروني مارا.

وقالت المخرجة التونسية كوثر بن هنية التي كتبت السيناريو أيضا، إن صوت هند تجاوز مأساة واحدة، فعندما سمعت صوت هند للمرة الأولى، كان هناك ما هو أكثر من صوتها. لقد كان صوت غزة ذاتها تطلب المساعدة... الغضب والشعور بالعجز عن فعل شيء هما من ولّدا هذا الفيلم، ولهذا السبب فإن السينما والفن مهمان لإعطاء هؤلاء الناس صوتا ووجها. نحن نقول كفى هذه الإبادة الجماعية».

وذكر الممثل الفلسطيني معتز ملحيس: «مرتان لم أستطع فيهما مواصلة التصوير. أصبت بنوبة هلع».