تراجع الذهب عن ذروته اليوم وسط جني أرباح بعد أن سجل أعلى مستوى له على الإطلاق مدفوعاً بتوقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، في وقت يتطلع المستثمرون إلى بيانات رئيسية للوظائف الأميركية تصدر هذا الأسبوع.

وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.8 بالمئة إلى 3530.69 دولاراً للأوقية «الأونصة»، بعدما سجل المعدن النفيس مستوى قياسياً بلغ 3578.50 دولاراً أمس.

Ad

وتراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر 1.3 بالمئة إلى 3590 دولاراً.

وقال برايان لان من شركة غولد سيلفر سنترال «شهدنا بعض عمليات جني الأرباح، لكن الذهب لا يزال في سوق صاعد في الوقت الراهن.

وستعزز توقعات خفض أسعار الفائدة والمخاوف بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) من الطلب على الملاذ الآمن».

وأضاف «لن نتفاجأ حتى لو ارتفعت أسعار الذهب إلى 3800 دولار أو حتى أعلى من ذلك في الأجل القريب».

وقالت وزارة العمل الأميركية الأربعاء إن الوظائف الشاغرة، وهي مقياس للطلب في سوق العمل، انخفضت أكثر من المتوقع إلى 7.181 ملايين وظيفة في يوليو.

وقال عدد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الاتحادي إن المخاوف المتعلقة بسوق العمل لا تزال تعزز اعتقادهم بأن خفض أسعار الفائدة قريب. وقال عضو مجلس المحافظين كريستوفر والر إنه يعتقد أن البنك المركزي يتعين عليه خفض الفائدة في اجتماعه المقبل.

وبحسب أداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي، يرى المتعاملون حالياً فرصة بنسبة 97 بالمئة لخفض الفائدة 25 نقطة أساس في ختام اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأميركي الذي يستمر يومين وينتهي في 17 من الشهر الجاري، ارتفاعاً من 92 بالمئة قبل صدور البيانات.

وعادة ما يحقق الذهب الذي لا يدور عوائد أداء جيداً في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

ويتحول التركيز الآن إلى بيانات الوظائف غير الزراعية الأميركية المقرر صدورها اليوم وسط توقعات بنموها في أغسطس 78 ألف وظيفة، وفقاً لاستطلاع أجرته رويترز، مقابل 73 ألف وظيفة في يوليو.

وفي الوقت نفسه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء إن الولايات المتحدة قد تضطر إلى «إلغاء» الاتفاقات التجارية التي أبرمتها مع الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها، إذا خسرت قضية الرسوم الجمركية أمام المحكمة العليا.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.8 بالمئة إلى 40.82 دولاراً للأوقية بعد أن سجلت في الجلسة السابقة أعلى مستوى لها منذ سبتمبر 2011. وانخفض البلاتين 0.8 بالمئة إلى 1409.53 دولار، فيما هبط البلاديوم 1.6 بالمئة إلى 1129.82 دولاراً.

وتوقع بنك «غولدمان ساكس» أن يرتفع سعر الذهب بشكل كبير ليصل إلى نحو 5 آلاف دولار للأونصة في حال تضررت مصداقية بنك الاحتياطي الفدرالي الأميركي، ما يدفع المستثمرين إلى تحويل جزء من حيازتهم من السندات إلى الذهب.

وقال البنك إن تراجع استقلالية الاحتياطي الفيدرالي قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم، وتراجع أسعار الأسهم والسندات طويلة الأجل، بالإضافة إلى تآكل مكانة الدولار كعملة احتياط عالمية.

وحدد البنك سيناريوهات أساسية لتحرك أسعار المعدن الأصفر، منها السيناريو الأساسي الذي يشير إلى ارتفاع سعر الأونصة إلى 4 آلاف دولار بحلول منتصف العام المقبل، وسيناريو آخر يتوقع ارتفاعه إلى 4500 دولار.

أما السيناريو الأسوأ هو وصول سعر الذهب إلى 5 آلاف دولار في حال تدفق 1 في المئة فقط من السوق الخاصة لسندات الخزانة الأميركية إلى الذهب.

ويعد الذهب من بين السلع الأساسية الأفضل أداءً هذا العام، إذ ارتفع بأكثر من 30 في المئة منذ بداية العام، وسجل مستويات قياسية جديدة هذا الأسبوع في ظل موجة بيع تشهدها سوق السندات العالمية.

كما يتوقع محللو «جيه بي مورغان» استمرار صعود أسعار الذهب، رغم وصولها إلى مستويات قياسية جديدة هذا الأسبوع، مدفوعة بزيادة توقعات خفض الفدرالي أسعار الفائدة، وتصاعد المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي الأميركي، وأن يصل إلى 4250 دولاراً بنهاية 2026.

وقال «باتريك جونز» محلل الأسواق لدى المصرف في مذكرة بحثية نُشرت الأربعاء، إن أي خفض للفائدة بما يتماشى مع التوقعات أو يتجاوزها سيعزز تدفقات الصناديق المتداولة للذهب، ويدفع الأسعار نحو 3675 دولاراً للأوقية بنهاية 2025.