انعقدت قمة منظمة شانغهاي للتعاون في مدينة تيانجين بالصين خلال الفترة من 31 أغسطس الماضي إلى 1 سبتمبر الجاري، التي تُعدّ أكبر قمة تشهدها المنظمة منذ تأسيسها.
ومن الجدير بالاهتمام أن يتم تسليط على 3 نقاط بارزة من النتائج المثمرة لهذه القمة التاريخية مع الأصدقاء الكويتيين. أولا، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة الحوكمة العالمية، والتي مثّلت أبرز نتائج القمة.
وتلتزم المبادرة بخمسة مبادئ، وهي الالتزام بالمساواة في السيادة، والامتثال للسيادة الدولية للقانون، وممارسة التعددية، والدعوة إلى نهج يركز على الشعوب، والتركيز على اتخاذ إجراءات فعلية.
وتوضح المبادرة المبادئ والطرق والمسار الذي ينبغي التمسك به لإصلاح واستكمال الحوكمة العالمية.
وتُعد مبادرة الحوكمة العالمية سلعة عامة عالمية أخرى طرحتها الصين بعد مبادرات التنمية العالمية، والأمن العالمي، والحضارة العالمية. لكل من هذه المبادرات الأربع أولوياتها، وسيتم تنفيذها بالتوازي، بما يضخّ المزيد من الطاقة الإيجابية للعالم المتغير والمضطرب من جوانب التنمية والأمن والحضارة والحوكمة، مما يظهر دور الصين النشط وإحساسها بالمسؤولية في الشؤون الدولية.
ثانيا، أطلقت القمة نداءً مشتركًا للمحافظة على العدالة والإنصاف، ولمناسبة الذكرى المهمة الـ 80 للانتصار في الحرب العالمية الثانية وتأسيس الأمم المتحدة، أصدرت القمة بيانًا يدعو المجتمع الدولي إلى استخلاص الدروس من التاريخ، والتمسك بالمفهوم الصائب حول تاريخ الحرب العالمية الثانية، وحماية المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها، مُعلنةً أن المنظمة ستقف بحزم إلى جانب التاريخ الصائب والعدالة والإنصاف.
وفي مواجهة تصاعد الأحادية والهيمنة من جديد، دعمت القمّة بشكل واضح نظام التجارة متعددة الأطراف الذي تكون منظمة التجارة العالمية مركزا له، ودعت إلى القضاء على الممارسات الأحادية التي تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، وأطلقت نداءً مشتركًا للعدالة، بدلا من الهيمنة والسعي للحفاظ على اقتصاد عالمي مفتوح.
ثالثا، تم تشكيل سلسلة من الإجراءات العملية لدعم التنمية المشتركة خلال القمة، أولا، تم اعتماد استراتيجية تنمية لمنظمة شانغهاي للتعاون للسنوات العشر القادمة. ثانيا، تم افتتاح أربعة مراكز جديدة لمنظمة شانغهاي للتعاون، حيث ركزت مهامها على مواجهة التهديدات والتحديات الأمنية، ومكافحة الجرائم المنظمة متعدية القوميات، وتحسين أمن المعلومات، وتعزيز التعاون في مكافحة المخدرات، مما يمثل تقدّماً كبيراً آخر في التعاون الأمني للمنظمة. ثالثا، تم اتخاذ القرار السياسي بإنشاء بنك تنمية للمنظمة، مما يُعزز بشكل كبير تطوير البنية التحتية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي بين دول المنظمة. رابعا، تم إنشاء 6 منصات ومراكز تعاون جديدة وتم وضع 6 خطط عمل لتعزيز التنمية عالية الجودة، لتغطي مجالات تشمل الطاقة والصناعة الخضراء والاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي. خامسا، تم دمج الدول المراقبة وشركاء الحوار لتصبح شركاء منظمة شانغهاي للتعاون، لتصبح المنظمة أسرة تضم 27 دولة. إن الكويت هي دولة شريك في منظمة شانغهاي للتعاون، وتتطلع الصين إلى العمل مع جميع الأطراف، بما في ذلك دولة الكويت الصديقة لتنفيذ نتائج القمة، وتعزيز التعاون الاستراتيجي، وتنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية يدا بيد، بما يدفع إقامة مجتمع مستقبل مشترك أوثق لمنظمة شانغهاي للتعاون.
*ليو شيانغ القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى الكويت