عزيزي القارئ... لا شك في أنك متمكن في مجال ما، لديك هواية أو مهنة، حِس فني أو حرفة أو أحد العلوم التي تُعَـلـمها، وكذلك أفراد أسرتك وأصدقاؤك وجيرانك، والزملاء القدامى والحاليون، وأسماء ووجوه تمر عليك من شتى المجالات، تنال الألقاب وتحصد المراكز.

لكل إنسان ميزة، لمسة وحضور، أحياناً حتى في أسلوبه وتجاوبه وكيف يجعلك تشعر! الهوايات كثيرة وميول الناس غريبة عجيبة، والفن يتجدد والإبداع. إلا أن هناك من يظن نفسه أفضل من الجميع! حين يشارك في مسابقة أو بطولة تراه عدائياً، مختالاً، يتصدد! صاحب الجدارة والصدارة! عندما ينال مسمى، يبتكر يربح. تأكد... هناك أشخاص مجدّون موهوبون متميزون، لهم نجاحهم في مجال خارج نطاق اهتماماتك، بل ربما قدراتك! لكنهم يمارسون شغفهم بتواضع وهدوء، فلا تتوهم أنك الناجح الوحيد! لك بصمتك واجتهادك، لكن، حتى المحترفون يمرون بظروف وعوامل تؤثرعلى أدائهم، والنتائج ليست حتماً المقياس للمستوى والمهارة، فلا تقلل من شأنهم. لكل فرد وجود وإضافة.

***

Ad

سيدي... لا تتوهم عندما يتواصل معك إنسان بأنه يطمع بالتقرب إليك! وُصف العالم بأنه «قرية صغيرة» منذ القرن الماضي! فكيف هو اليوم؟ مع وسائل التواصل والانفجار المعلوماتي وسيادة التكنولوجيا! أصبح العالم طاولة اجتماعات! لقد بدأت المراسلة بالحمام الزاجل، ووضع للتواصل إشارات وأصوات وشفرات بل وحتى ومضات! فحين يرسل لك شخص اقتراحاً أو استفساراً أو يطلب معلومة أو استيضاحاً، عندما يطرح موضوعاً - مفتوحاً أو مغلقاً - أو يقدم تهنئة أو يثني... فهذا ببساطة تفاعل إنساني - على طريقة هذا العصر- وليس لأنك خارق أو مرغوب أو مُلاحـَق!

***

يميل الناس إلى المناطق التي نشأوا فيها، ويشعرون بالانتماء إلى أسرة ووطن، وإلى حيّهم السكني، ولكل من يشاركهم سمة أو توجهاً أو عنصراً، أو ربما دون أسباب! إنها روابط ونزعات تحصل عند جميع الكائنات الحية ولا يوجد تفسير علمي لها، ولا يلزم. لذلك عندما يألفك شخص فيبتسم لك، يلقي عليك التحية، أو يفتح معك حديثاً خفيفاً... لا تتوهم بأنه يحاول التودد إليك أو استمالتك! ليست لديه مطامع شخصية، ليس خبثاً ولا استدراجاً! إنه تصرف لبق ولطيف، تجاوب معه بنقاء، وامضِ.

***

العالم مليء بالبشر المختلفين، بالمواضيع المفيدة، بالتجارب المثيرة، بالأعمال الباهرة، بالقضايا الجادة والسخيفة! صدقني لستَ خارقاً تتوجه الأنظار إليك ويجعلك الناس شغلهم الشاغل! لا تتوهم... لا تتبجح.

قد لا يتذكر الناس نجاحك في أي مجال، لكنهم حتماً لن ينسوا أدبك في التعامل.