في محاولة لاستعادة زمام الأمور واحتواء تطورات الأزمة المتسارعة في محافظة السويداء جنوب سورية، معقل الأقلية الدرزية، عيّنت الحكومة السورية الانتقالية حسام الطحان قائداً للأمن الداخلي في المحافظة، بدل سلفه أحمد الدالاتي، الذي وجهت إليه اتهامات درزية بالضلوع في الانتهاكات التي شهدتها المحافظة خلال يوليو الماضي.
وجاءت التنقلات، التي أعلنتها وزارة الداخلية أمس الأول، في ظل ظروف أمنية حساسة تعيشها السويداء، حيث لا تزال قضية المختطفين من دون حل، بسبب تعدد الجهات الخاطفة وتباين دوافعها بين طلب الفدية والمقايضة، مما عقّد من مهمة السلطات في اتخاذ إجراءات لبناء الثقة.
وقبل 3 أسابيع، أعلن رجل الدين الدرزي النافذ، حكمت الهجري، تشكيل «الحرس الوطني» لإدارة أمن السويداء، وكلّف شكيب نصر، العميد السابق بالجيش خلال حكم الأسد بقيادته، مع استمرار مطالبته بانفصال المحافظة عن سورية.
بدورها، أصدرت وزارة العدل، أمس، قراراً بوقف جميع المهل والمواعيد القانونية في محافظة السويداء، بسبب الأوضاع الاستثنائية بها، بعدما أدت الأحداث الأمنية إلى تعطّل المحاكم والدوائر الرسمية، وصعوبة تنقّل الأهالي، وسيبقى القرار سارياً حتى إشعار آخر، إلى حين عودة الظروف الطبيعية.
وفي محاولة لحلّ ملف شائك آخر، أوضح محافظ دمشق، ماهر إدلبي، أن أزمة الاستملاك في حي السومرية هي نتيجة تراكمات عقود من الفساد العقاري، مشدداً على التزام الدولة بمعالجة هذه القضايا وفق القانون، ومنع أي تهجير أو طرد قسري.
وأوضح أن لجاناً قانونية مشتركة بين دمشق وريفها ستتولى دراسة أوضاع الملكية في الحي، بما يضمن حقوق السكان الأصليين والأهالي الذين سكنوا المنطقة لاحقاً.
غير أن المرصد السوري أشار إلى أن فصيلاً مسلحاً يتبع المدعو «أبو حذيفة»، اقتحم أمس الأول الحي ذا الغالبية العلوية، وقام بعمليات تعفيش للمنازل وتهديد، مما زاد من مخاوف الأهالي، ودفع السلطات لتشديد الرقابة الأمنية.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة العدل إزالة ملايين الإشارات الأمنية المتعلقة بمنع السفر من المنظومة المركزية، والتي تراكمت خلال سنوات الحرب الأهلية. وأكدت أن العمل جارٍ لمعالجة الحالات المتبقية، بالتنسيق مع وزارتي الداخلية والمالية، مع ضمان عدم توقيف القادمين من الخارج إلّا في حال وجود دعاوى قضائية مفعّلة.
ميدانياً، واصلت قوات الجيش الإسرائيلي انتهاكاتها في ريف القنيطرة، وتوغلت فجر أمس في بلدة جباتا الخشب، واعتقلت 7 شبان بعد مداهمة منازلهم، قبل أن تنسحب إلى قواعدها.
وتزامن ذلك مع قصف استهدف مواقع في ريف القنيطرة الجنوبي، في خرق جديد لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، وقد دانت دمشق هذه الاعتداءات المتكررة، واعتبرتها تهديداً للاستقرار وانتهاكاً صارخاً لسيادتها.
وفي تطوّر مواز، أعلنت وزارة الداخلية الموالية للحكومة الانتقالية إحباط محاولة تهريب أسلحة من ريف دمشق إلى قوات سورية الديموقراطية (قسد)، وضبط شحنة تضم قاذفات وأسلحة متوسطة وخفيفة، إضافة إلى اعتقال السائق المتورط، مبينة أن التحقيقات مستمرة لكشف الشبكات المرتبطة بالقضية.
وفي الوقت نفسه، اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري و»قسد» شرق الرقة، وأفادت مصادر بأن الطرفين تبادلا إطلاق النار بالأسلحة المتوسطة في قريتَي بوحمد والمغلة.
وفي الحسكة، استقبل ريف المحافظة ذات الأغلبية الكردية تعزيزات عسكرية أميركية جديدة عبر طائرة شحن في قاعدة خراب الجير محمّلة بجنود ومعدات عسكرية. يأتي ذلك بعد دخول رتل يضم عشرات الشاحنات من العراق نحو قواعد التحالف الدولي المنتشرة في المنطقة، مما يشير إلى استمرار واشنطن في تكريس وجودها العسكري.
وبينما أعلنت قوى الأمن الداخلي (أسايش) التابعة للإدارة الذاتية، أمس، إحباط عملية هروب نفذها أفراد من عائلات تنظيم داعش وعددهم 56 شخصاً، باستخدام مركبة كبيرة، نفذت إدارة مكافحة المخدرات السورية والاستخبارات التركية، عملية ضبط كمية من المخدرات في ريف دمشق، لأول مرة، شملت ضبط 500 كلغ من المواد الأولية المخصصة لصناعة المخدرات، وكمية كبيرة من حبوب الكبتاغون في منطقة يعفور.