أشار تقرير لصحيفة تلغراف البريطانية الى العرض العسكري الذي تنظمه الصين اليوم بمناسبة الذكرى الـ 80 للانتصار في الحرب العالمية الثانية، سيشهد - وفق ناشطي الدعاية العسكرية الصينية - الكشف عن «أقوى نظام دفاع جوي بالليزر في العالم».
ولفت التقرير الى أن نظام التسلّح غير المعروف، الذي ظهر خلال التدريبات على العرض العسكري، مغطى بغطاء قماشي أخضر ومثبّت على شاحنة ذات 8 إطارات، سيشكّل جزءاً من موكب من الأسلحة العالية التقنية، مصمم لإظهار الجيش الصيني كقوة عسكرية متطورة ومتكاملة قادرة على مجاراة، بل وربما التفوق على الولايات المتحدة.
وبحسب «تلغراف»، سيتفوق العرض الصيني من حيث الحجم والدقة والمراسم على تلك العروض التي شهدتها موسكو وواشنطن في وقت سابق من هذا العام، وهما أكبر دولتين إنفاقاً عسكرياً بعد الصين.
وقالت الصحيفة إن محللي «البنتاغون» سيراقبون العرض عن كثب، سعياً لاستخلاص أي معلومات عن الأسلحة التي قد تواجهها القوات الأميركية إذا ما أمر الزعيم الصيني شي جينبينغ بشنّ غزو على تايوان، وهو سيناريو تتوقّع أجهزة الاستخبارات الأميركية إمكانية حدوثه بحلول 2027. وأضافت أن صور التدريبات تُظهر 4 صواريخ جديدة مضادة للسفن من فئة «YJ» أو «الهجوم الصقري»، جميعها قادرة على استهداف أي سفن أميركية أو بريطانية تتدخل.
وإذ لفتت الى أن «جيش التحرير الشعبي» الصيني لم يُختبر في قتال فعلي منذ عام 1979، ذكرت «تلغراف» أن العرض يأتي هذا العام بعد أشهر فقط من استخدام باكستان أسلحة صينية الصنع، خصوصاً مقاتلة «جي 10» وصاروخ PL15 لإسقاط مقاتلة «رافال» فرنسية الصنع تابعة لسلاح الجو الهندي، في أول «إسقاط قتالي» لمنظومة دفاعية غربية بواسطة تكنولوجيا صينية.
ورأى التقرير أن عرض سلاح الليزر هذا العام، يعكس الأهمية المتزايدة لهذه التكنولوجيا في نظر الجيوش حول العالم، موضحاً أنه مع انتشار الطائرات المسيّرة زهيدة الكلفة، بات الاعتماد على أنظمة دفاع جوي تستخدم صواريخ بملايين الدولارات عبئاً مالياً، وهو خلل ظهر بوضوح في معارك البحرية الأميركية مع الحوثيين في البحر الأحمر، مشيرة الى أنه رغم أن الأسلحة الليزرية العالية الطاقة مكلفة بحد ذاتها، فإنها تمتلك ما يسمّى «ذخيرة لا نهائية»، حيث يمكنها إسقاط طائرة مسيّرة بكلفة لا تتجاوز 10 جنيهات إسترلينية للطلقة. وكانت إسرائيل أول دولة تُظهر اعتراضاً قتالياً ناجحاً، عندما أسقطت أنظمتها «لايت- بيم» و«آيرون- بيم» طائرات مسيّرة تابعة لحزب الله في أكتوبر الماضي.
وفي تجارب هذا العام، يُقال إن نظام «دراغونفاير» التابع للبحرية البريطانية أسقط 30 طائرة مسيّرة من أصل 300 طلقة، وتخطط وزارة الدفاع لتزويد 4 مدمرات بالسلاح الذي تبلغ كلفته 120 مليون جنيه بحلول 2027. ورغم التقدّم، كثيراً ما يسخر المشككون بالقول إن «الليزر سيبقى دائماً سلاح المستقبل»، فهذه الأنظمة تحتاج إلى طاقة هائلة، ويمكن تعطيلها بالدخان أو الغبار أو الضباب أو الحرارة.
غير أن برامج التسلح الأميركية تعرّضت لانتكاسات لافتة خلال العام الماضي، إذ يدرس الجيش إلغاء خطط تركيب ليزر بقوة 50 كيلوواط على مدرعات «سترايكر» بعد تجارب مخيبة في العراق. كما أن ليزر بقوة 60 كيلوواط رُكّب على المدمرة «يو إس إس بريبيل» عام 2022 يعمل بحسب التقارير بثلث طاقته فقط، ولم يُثبت في القتال. فيما تخلّى سلاح الجو كلياً عن مشروع تزويد مقاتلة تكتيكية بليزر لاعتراض صواريخ كروز.
لكنّ الاتجاه العام واضح، وفق جاريد كيلر، كاتب نشرة «حروب الليزر»، إذ يقول: «أعتقد أننا نقترب من نقطة تحوّل، ليس فقط لأن التكنولوجيا تطورت، بل أيضاً لأن العوامل المساندة، مثل مصادر الطاقة، تحسّنت».
وتقترب عدة شركات إلى جانب وزارة الدفاع الأميركية من إنتاج مولدات متنقلة تمكّن من تشغيل الليزر ضمن مفهوم «أطلق وتحرك».
ويُعتقد أن النظام الصيني الذي سيجوب شوارع بكين هو OW5-A10 بقوة 10 كيلوواط، وهو ليزر مثبّت على شاحنة يُقال إنه قادر على اعتراض أسراب المسيّرات.
وقال كيلر: «من حيث سرعة التطوير، الصين تتقدم بالتأكيد على الولايات المتحدة، لكن رغم أن القاعدة الصناعية الصينية تواصل إنتاج هذه الأنظمة وعرضها في معارض السلاح، فإنّ الأدلة البصرية على استخدامها الفعلي قليلة».