تناولت في المقال السابق موضوع استسلام الفرد للإجابات السريعة، واستكمالاً لذلك ننتقل اليوم إلى الذكاء الاصطناعي الذي أصبح حديث الساعة، نظراً لتطوره يوماً بعد يوم. والتخوف يتفاقم، فعدم التفكير والبحث يأخذنا إلى أبعاد أكبر، وهنا أنصحكم بأن ترجعوا إلى بحث للدكتور عبدالعزيز النشمي في مجلة كلية القانون الكويتية العالمية بعنوان «أخلاقيات توظيف الذكاء الاصطناعي لدى طلبة كلية القانون»، حيث بيّن الباحث أن الذكاء يمكن أن يُستخدم لاختراق المجتمعات والتأثير عليها، وذلك من خلال نشر الأكاذيب والمعلومات المغلوطة.
وحتى الآن لا يتقن الجميع استخدام الذكاء الاصطناعي، فقد تؤخذ أول معلومة على سبيل المثال لشخصية ما وتتداول، وفي النهاية تكون مشوّهة لمكانتها أو تاريخها، وقلة قليلة تطلب من تلك المواقع مثل chat gpt الإجابة وفقاً لعدة مصادر.
ويذكر الباحث الأسس الإسلامية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ومنها العدل والإنصاف، وهو ما يدعم ما ذكرت، فالمستخدم عليه أن يتحرّى العدل والإنصاف.
ننتقل من تأثيره بشكل عام إلى معاناة المعلمين في ظل انتشار هذه الظاهرة، فقد أصبحت الإجابات موحدة أو متقاربة جدا، فلا منطق من تشابُه الإجابات، خاصة إذا كان السؤال المكلف به الطالب يحتاج إلى رأي، وهذا عبء جديد على المعلم، وهو مراجعة مواقع الذكاء الاصطناعي للتدقيق على إجابات الطلبة.
لم لا نفعّل مبدأ الشفافية؟ لم لا نتجاوب مع التطوّر غير المسيطر عليه بإضافة مادة علمية عن كيفية استخدام البرنامج؟ أيضا كما ذكر الباحث في توصياته، لم لا تضع الجامعات لائحة تتضمن المسموح به وغير المسموح باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
الخلاصة، يجب أن نواكب التطور بتثقيف الجميع، بدءا من الطلبة وحتى المجتمع من خلال البرامج. وإذا لم يكن بمقدورنا القضاء على الظاهرة فعلينا أن نضع ضوابط لها.