بالتزامن مع تحذير منظمة المرصد الأورومتوسطي من أن إسرائيل شرعت فعلياً في تنفيذ خطتها لتدمير مدينة غزة، عبر 3 محاور ميدانية، وفرض هيمنتها العسكرية عليها، تمخض الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، الذي استضافته مدينة جدة السعودية اليوم، عن جملة من المطالب التي تم التوجه بها إلى المجتمع الدولي بهدف كسر الحصار عن المنطقة الفلسطينية، التي تعاني مجاعة، للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية ومضاعفة الجهود في مواجهة جرائم قوات الاحتلال.

وترأس وزير الخارجية، عبدالله اليحيا، وفد الكويت في الدورة الاستثنائية الـ 21 التي خصصت لبحث تعزيز المواقف المشتركة في مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى احتلال القطاع وفرض سياسة التهجير القسري على سكانه، إضافة إلى مناقشة الجهود المبذولة تجاه تعزيز الدعم الثابت للشعب الفلسطيني من أجل ممارسة حقوقه المشروعة، بما فيها حقه في تقرير المصير والاستقلال والحرية وحفظ سيادته على أرضه وإقامة دولته المستقلة.

Ad

من جهته، دعا الأمين العام للمنظمة، حسين طه، خلال كلمته الافتتاحية، المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود على مختلف الجبهات في مواجهة جرائم قوات الاحتلال المستمرة، بما في ذلك العدوان العسكري والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري والتدمير الممنهج والحصار غير القانوني لغزة.

وحمل قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تلك الجرائم، بما فيها التجويع أو الحرمان من الغذاء كسلاح حرب وسياسات الاستيطان والضم والاعتداءات على الأماكن المقدسة وخاصة بالقدس الشريف.

ودان طه إعلان قوات الاحتلال عن نيتها فرض سيطرة عسكرية كاملة على القطاع والموافقة على بناء المستوطنات بمدينة القدس المحتلة وقتل الصحافيين في غزة، مشدداً على أن ذلك يستوجب الملاحقة القانونية وفق القانون الجنائي الدولي.

وشدد على ضرورة مواصلة الجهود لتحقيق إيقاف إطلاق النار وضمان عودة النازحين وانسحاب قوات الاحتلال وعقد مؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة.

ورحب طه بنتائج المؤتمر رفيع المستوى للتسوية السلمية، الذي عقد أخيراً في نيويورك برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، إضافة إلى إعلان دول عدة الاعتراف بدولة فلسطين.

من جهته، حذّر وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، من أن الشعب الفلسطيني يواجه واحدة من أكثر موجات القمع دموية في تاريخه الحديث، بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر، الذي وصفه بـ «الإبادة غير المسبوقة»، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لوضع حد للانتهاكات المتواصلة، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها إسرائيل.

وطالب الدول التي لا تزال مترددة في إدانة الممارسات الإسرائيلية بمراجعة مواقفها، مؤكداً أن «السكوت الدولي تجاه الجرائم المتكررة يعمّق الكارثة الإنسانية، ويغذي مناخاً من عدم الاستقرار الإقليمي والدولي».

وأشار الوزير السعودي إلى أن السياسات التي تتبعها إسرائيل، بما في ذلك محاولات فرض السيطرة على مدينة غزة، والتوسع الاستيطاني، تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتنذر بإجهاض أي أفق سياسي لحل عادل وشامل.

وشدد على أن «حل الدولتين لا يزال هو الخيار الوحيد الذي يمكن أن يحقق السلام الدائم والاستقرار».

وأكد ضرورة أن يرفض المجتمع الدولي بشكل قاطع استمرار الاحتلال ومحاولته فرض سيادته على غزة، مندداً بتصريحات نتنياهو بشأن «رؤية إسرائيل الكبرى».

إلى ذلك، ذكرت السلطات الصحية بغزة أنها استقبلت جثامين 58 فلسطينياً قتلتهم إسرائيل اليوم من بينهم 5 صحافيين يعمل أحدهم لمصلحة «رويترز» سقطوا في هجوم تبناه الجيش الإسرائيلي على مستشفى ناصر في خان يونس، وقال إنه فتح تحقيقاً بشأنه.

على الصعيد السياسي، سربت تقارير عبرية أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير، دعا نتنياهو إلى قبول «صفقة المحتجزين» الجزئية التي قبلتها «حماس» عشية اجتماع حاسم للحكومة المصغرة من أجل بتّ مواصلة المباحثات غير المباشرة مع الحركة، فيما أفيد بأن مداولات إسرائيلية تتم لنقل المفاوضات غير المباشرة مع الحركة من قطر إلى الإمارات أو عاصمة أوروبية.

وجاء ذلك في وقت كشفت مصادر أن تنسيقاً إسرائيلياً - أميركياً، يجري على أعلى مستوى، تمهيداً لقيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأول زيارة له إلى تل أبيب في ولايته الثانية، مطلع ديسمبر المقبل.

وفي تصعيد خطير، اقتحمت جماعات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم، وأدوا طقوساً تلمودية تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال، بالتزامن مع اقتحام المئات منهم منطقة حائط البراق.