تراجعت أسعار العملات المشفرة خلال تعاملات اليوم، مع ترقب الأسواق انطلاق منتدى جاكسون هول، بحضور محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية من جميع أنحاء العالم، والذي بدأ اليوم ويستمر 3 أيام.

وانخفضت «بتكوين» بنسبة0.25% عند 113766 دولارا، واستحوذت على نحو58.7% من إجمالي قيمة سوق العملات المشفرة، كما هبطت «إيثريوم»، ثاني أكبر العملات المشفرة من حيث القيمة السوقية، بنسبة0.9% إلى 4296.10 دولارا، وتراجعت «ريبل» بنسبة2.2% عند حوالي 2.9053 دولارا.

Ad

وتبلغ القيمة السوقية العالمية للعملات المشفرة 3.86 تريليونات دولار، فيما بلغ إجمالي حجم التداولات خلال الـ24 ساعة الماضية 177.91 مليارا، وفقا لبيانات «كوين ماركت كاب». وبحسب أداة «فيد واتش»، تراجعت توقعات خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماع سبتمبر إلى81.1% من92.1% قبل أسبوع.

ومع بداية الأسبوع، بدأ المستثمرون إعادة تقييم مراكزهم، خاصة مع اقتراب كلمة رئيس الاحتياطي الفدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول الاقتصادية، والتي قد تحمل إشارات حاسمة بشأن توجهات السياسة النقدية. وقال الرئيس التنفيذي لمنصة «رايلز»، ساتراج بامبرا، إن الأسواق تشهد عادة عمليات جني أرباح قبل تصريحات باول، مضيفاً: «أي غموض في التواصل من الفدرالي يدفع المتداولين إلى تقليص المخاطر».

ورغم الأداء القوي لأسهم العملات الرقمية في الأشهر الماضية، مدعومة بإدراج «كوين بيس» في مؤشر S&P 500 ونجاح طرح «سيركل» للاكتتاب العام، فإن المستثمرين يتوقعون تصحيحاً في أغسطس وسبتمبر، على أمل أن يتجه «الفدرالي» نحو خفض الفائدة.

وشهدت أسهم شركات العملات المشفرة تراجعاً حاداً خلال تداولات الثلاثاء، مع اتجاه المستثمرين إلى التخلي عن الأصول عالية المخاطر وسط حالة من الترقب في الأسواق العالمية. وتراجعت أسهم منصات التداول «كوين بيس» و«إيتورو» بأكثر من5% و6% على التوالي، فيما هبطت أسهم «روبنهود» و«بوليش» بأكثر من6%، أما شركة «غالاكسي ديجيتال» للخدمات المالية فقد خسرت10% من قيمتها السوقية.

وفي قطاع الخزينة الرقمية، سجلت شركات مثل «ستراتيجي» و«شارب لينك» و«بيت ماين إيميرجن» و«ديفاي ديفلوبمنت» خسائر تراوحت بين7% و13%، كما تراجعت شركة سيركل، المصدرة للعملة المستقرة، بنسبة4.5%، وفقاً لما ذكرته شبكة CNBC.

واليوم، كشفت مصادر مطلعة أن الحكومة الصينية تدرس السماح باستخدام عملات مشفرة مستقرة مدعومة باليوان، بهدف تعزيز استخدام عملتها على الساحة الدولية. ومن المتوقع أن يعرض مجلس الدولة الصيني، وهو أعلى سلطة تنفيذية في البلاد، خارطة طريق في وقت لاحق من هذا الشهر تتضمن أهدافا لاستخدام اليوان عالميا، وتشمل استخدام العملات المستقرة في الأعمال التجارية.

وتمثل هذه الخطوة تحولا كبيرا في موقف بكين، التي حظرت تداول العملات المشفرة وتعدينها عام 2021. وتسعى الصين إلى كسر الهيمنة الأميركية على سوق العملات المشفرة المرتبطة بالدولار، حيث تستحوذ الولايات المتحدة على أكثر من99% من السوق العالمي لهذه العملات، بحسب بنك التسويات الدولية.

وكانت مصادر مطلعة ذكرت لصحيفة فايننشال تايمز أن وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، يتوقع أن تتحول العملات المشفرة المستقرة، والمدعومة بأصول عالية الجودة، إلى مصدر مهم للطلب على السندات الأميركية. وتأتي هذه الخطوة في إطار مساعٍ لدعم الإقبال على السندات الحكومية، في وقت تتزايد المخاوف من بلوغ الدين العام مستويات قياسية خلال العقد المقبل.

وبحسب المصادر، أجرى بيسنت مشاورات مع كبار مُصدّري العملات المستقرة، مثل «تيثر» و«سيركل»، بالتزامن مع إقرار قانون «جينيس آكت» الذي يشترط أن تكون هذه العملات مغطاة بأصول آمنة وسائلة، وفي مقدمتها أذون الخزانة الأميركية. وتعكس هذه التحركات توجها أوسع من البيت الأبيض لدمج قطاع العملات المشفرة في قلب النظام المالي الأميركي، وسط توقعات بأن تلعب العملات المستقرة دورا متزايد الأهمية في دعم الطلب على السندات الحكومية خلال السنوات المقبلة.