• ماذا عن مفهومك الذي تنطلق منه إلى فضاء التشكيل؟

- الفن التشكيلي هو الممارس اليومي الأهم لكل إنسان، وكلمة تشكيلي جاءت من قابلية الشيء للتشكيل، والإنسان فنان بطبعه، فمنذ استيقاظنا في الصباح يبدأ رسم البورتريه من خلال تجميل وجوهنا في المرآة، ثم فتح باليت اللون (دولاب الملابس) واختيار المناسب، كل هذا وغيره الكثير من الممارس اليومي هو ممارسة للفن التشكيلي وقيمه.

Ad

• ماذا عن معرضك «الروح: مسارات السكون»؟

- معرض «الروح: مسارات السكون» هو عملية بحث عن مكامن الطاقة في اللون، وارتباطها بمكامن الطاقة في أرواحنا وأجسادنا، وهذا موجود منذ الحضارات القديمة، حيث اللون الواحد في العمل الفني بكل درجاته وتجلياته يعطيني مساحة أكبر في تصدير إحساس أو طاقة أكبر للمتلقي، وضم المعرض 26 عملاً فنياً، وكان في مؤسسة «خولة للفن والثقافة» في أبوظبي، واستخدمت الألوان بشكل رئيسي لإيصال فكرة أن الطاقة الكامنة في الألوان لها تأثيرها على النفس البشرية.

من أعماله

• هل مازال المشهد المرئي هاجسك؟

- دائما المشهد المرئي له تأثيره على الفنان باعتبار أن الذاكرة البصرية، ومخزون الأفكار في أرواحنا معتمدة في الأصل على المشهد المرئي، لكن لو القصد أن أرسم بشكل واقع أكاديمي فأحيانا أحن لذلك، ومن الضروري لكل فنان أن يعود إلى الطبيعة الأم، ويسجل ويدرس مفرداتها.

• كل فنان يختار تيمة لونية محددة، فماذا عن تيمة الكفراوي؟

- في تصوري أن التيمة اللونية لكل عمل تفرض نفسها على الفنان، والتلوين هو تكنيك وضع اللون على الكانفس، وهو أمر في غاية الأهمية، فمن الممكن أن يستخدم الفنان في العمل الواحد أكثر من أسلوب للتلوين.

ياسمين وتوت

• ما أبرز محطات تجربتك الفنية؟

- أعتبر نفسي من الفنانين المحظوظين الذين امتلكوا تجربة بصرية مميزة ساعدت بشكل مختلف في مسيرتي الفنية، حيث كانت البدايات في قرية ساحرة في عمق ريف محافظة الغربية (طنطا) قرية «صرد»، وهي قرية طيبة تحمل كل سمات أهلها البسطاء الطيبين، ويعمل أهلها في المحاصيل الزراعية المعتادة، القطن، القمح، الذرة، لكن أهم ما يميزها هو محصولها الأهم: زهور الياسمين، والتوت.

وهنا تكثر الحكايات الرائعة التي كانت النواة لتشكيل مخيلتي البصرية، حيث بدأت الرسم والنحت مبكرا، فكان أول معرض لي في الصف الأول الثانوي، ثم التحقت بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، ومن هنا بدأت مشاركاتي في المعارض المحلية والدولية، كما كانت لدي تجارب مختلفة كمصمم مناظر لبعض أغاني الفيديو كليب، مثل «يا فاتنة» لمحمد الحلو، و«على باب القدس» لهاني شاكر، وبعض التجارب لراديو وتلفزيون العرب مع الفنان الكبير محسن محي الدين.

• هل استطعت من خلال مسيرتك الفنية المتواصلة أن تنجز اللوحة التي في مخيلتك؟

- دائما كنت كباقي الفنانين عندي هوس الكمال في العمل الفني، وإذا استطاع فنان الرضا عن منجزه فهذه نهايته، فدائما ما تحركنا متعة البحث والمغامرة مع اللون واستلهام الأفكار، وكلما اعتقدنا أننا وصلنا نجد الخيال أغنى وأعمق.

• هل أنت أسير تقنية أو أسلوب فني محدد؟

- لا أعتبر نفسي أسير أسلوب أو تقنية محددة، فأنا طوال الوقت أجرب أساليب وتقنيات مختلفة على مستوى الخامة أو الأفكار، والمتعة الحقيقية في عملية الإبداع تكمن في التجريب والمغامرة على المستويين الفكري والتقني.

• كيف ترى التجربة التشكيلية العربية؟

- التجربة التشكيلية العربية بخير وتقدم وازدهار، وهناك نهضة كبيرة في الوطن العربي، وقد أثبت التشكيليون العرب مكانتهم عالمياً، وأكبر شاهد على ذلك هو ازدياد عدد الغاليرهات التي فتحت أبوابها مؤخرا، وانفتاح الفن على العالم من خلال التكنولوجيا الحديثة أدى إلى تقلص الفجوة بين الفنان العربي وقرينه في الدول الأوروبية.

• ما رؤيتك للمشهد التشكيلي الكويتي؟

- كان لي الشرف بالعرض في الكويت (قاعة بوشهري) في معرض حمل عنوان «تبادل»، والتعرف على حركة الفن في الكويت، والتي أبهرتني على كل المستويات، وهناك قفزة تشكيلية حقيقية على مستوى المشاركات الدولية، وأيضا على مستوى المعارض الفردية، وحتى على مستوى التلقي.

جانب من الأعمال

• ماذا عن أهم المعارض الخارجية التي شاركت فيها؟

- أقمت 16 معرضاً فردياً، وشاركت في أكثر من 300 معرض جماعي، وأهم هذه المشاركات تمثيلي لمصر في مهرجان الفنون الإسلامية بالشارقة، حيث سمحت لي مشاركاتي بعمل لوحات جدارية مهمة، ومعرض تبادل ثقافي بالكويت في قاعة بوشهري، وشاركت في بينالي جابروفو في بلغاريا، ومعرض تبادل ثقافي بمالاوي، ومعرض «الروح: مسارات السكون» في مؤسسة خولة للفن والثقافة بأبوظبي، ومعرض في قاعة الباب سليم بمتحف الفن المصري الحديث، والكثير من المشاركات الأخرى.

النشر وكتب الأطفال

• باعتبارك أحد ناشري كتب الأطفال، هل نستطيع القول إنهم نجحوا في استقطاب الطفل العربي من براثن تكنولوجيا التقنيات الحديثة؟

- بالتأكيد المعادلة صعبة على المستوى البصري لمصلحة الإبهار البصري المقدم من كل التقنيات الحديثة، لكننا بصدد عمل محاولات متفرقة للنهوض بما يقدم للطفل، وبما أن الكتاب لن يستطيع مجاراة الصورة المتحركة وإبهارها فعليه أن يستغل مساحة الفراغ لإعمال العقل والتي يمثلها الكتاب الورقي تحديدا، بمعنى أن الطفل عندما يشاهد صورة متحركة مبهرة فهو رأى كل ما يفترضه غيره، لكن يحدث العكس عندما يقرأ الطفل، حيث يبدأ ذهنه بتشكيل عالم مغاير من تصوره هو فقط.

• ما أهم التحديات والصعوبات التي تواجهها صناعة ناشر كتب الأطفال العربية؟

- في تصوري، الصعوبات طوال الوقت لوجستية مرتبطة بعملية التوزيع ووجود الخامات المناسبة على مستويي الجودة والسعر، لكن الإبداع موجود على مستويي الكتابة والرسم.

• الكثير من الفنانين التشكيليين لهم أعمال فنية قديمة في أماكن مختلفة، هل هي مجرد أعمال تجارية للكسب المادي؟

- أعتقد أن هذه الأعمال هي مقتنيات، وربما يغير الفنان أسلوبه، لكن في كل الحالات الفنان في حاجة إلى الكسب المادي ليكمل مسيرته، والتاريخ يحكي لنا حياة فنانين عظام انتهت مسيرتهم بسبب نقص المادة، وأشهر مثال الفنان اميدوموديلياني.

• بماذا تنصح الفنانين التشكيليين الشباب الذين مازالوا في بداية الطريق؟

- نصيحتي لكل الفنانين الشباب بالعمل بجد على مشاريعهم الخاصة، والصبر على مشاق المهنة، وعدم التأثر بكل المحبطات والآراء السلبية... وأولا وأخيرا كن أنت.