قال الشاعر أحمد شوقي:
بالعلم يبنى الناس ملكهم...
لم يبن ملك على جهل وإقلال
واجهتني صعوبات كثيرة عند التحدث عن التعليم ومخرجاته لأنك تتكلم عن علم ومدى جاهزيته للارتقاء بالوطن.
مستقبل طلبتنا مستقبل الوطن بأكمله عندما يتطور ويرتقى التعليم ترتقي الأمم.
نتوقف قليلاً لنضع أيدينا على مواضع قد تفيدنا، وهو أين يكمن الخلل؟ هل بالمنهج أم بالمعلم لا أدري وأنا أقول كليهما مسؤول عما وصل إليه الحال من تردي التعليم ليس بالكويت فقط، بل على مستوى العالم، ولكن بإذنه تعالى متى ما وضعنا أيدينا على موضع الخلل فسيقوم المسؤولون بوضع الحلول المناسبة.
نحن نواجه ثورة علمية ومعلومات تستطيع الحصول عليها واستخراجها بسهولة.
أولادنا وهذه الأجيال التي نراها تفوقوا علينا بالتكنولوجيا... إذاً هم يحتاجون منا إلى علم يتناسب مع مستوى عقولهم وميولهم.
لنتحدث عن المناهج التي تحتاج منا إلى التوقف والتدقيق والتمحيص عما هو مناسب لكل مرحلة من المراحل الدراسية حتى نقوم بعملية الإصلاح وتعديل المسار للأفضل، وهذا يحتاج لمسؤولين لتحديد الركائز التي نعتمد عليها بالتدريس، وبادئ ذي بدء لوحظ في الأيام الأخيرة أن الكتب تضع أغلب الدروس بدون شرح وأمثلة، وهذا يشكل صعوبة على الطالب، فليس كل منزل به أناس يستطيعون الشرح لأبنائهم وحتى يعتمد أيضاً الطالب على نفسه بالدراسة كما كنا سابقاً نعتمد على أنفسنا لا مانع من ترك سؤال أو سؤالين دون إجابة لنعطي الطالب فرصة للتعبير عن ذاته وتكوين شخصية خلّاقة بحسب سن كل واحد بدون مساعدة المدرس أو الوالدين.
منهج مرن صالح لكل مرحلة من المراحل، فالمرحلة الابتدائية تختلف عن المتوسطة، والمرحلة الثانوية التي يجب أن نعتمد فيها على تهيئة الطالب للمرحلة الجامعية من كتابات مقالية وبحوث سهلة تعتمد على الطالب نفسه لا على والديه أو أي جهة أخرى تُعد البحوث.
كما وأتمنى أن يهتم المنهج المدرسي بالتركيز على الروح الوطنية والولاء وحب الوطن والعمل على كل ما من شأنه إعلاؤه.
ونأتي إلى الركيزة الثانية وهي المعلم، وما أدراك ما المعلم!! هناك مدرس مُتمكن من مادته، حريص على إعطاء الدرس حقه، يجيد التعامل مع الطالب، متميز، هذا لابد من مكافأته، وليس المقصود المكافأة المادية فلا مانع من وضع لوحات يكتب فيها اسم المدرس المتميز ويقوم المدرسون الجدد بعمل زيارات لهذا المدرس المتميز لتبادل الخبرات والاستفادة، حتى يرتقى بنفسه.
فهناك مدرس لديه المادة ولكنه لا يستطيع إيصال المعلومة لُيدخل دورات تثقيفية أو ليختلط بمدرسين سابقين حتى يتعلم... متى ما كان المدرس حريصاً على إعطاء الدرس حقه... استقام التعليم واستطعنا أن نبعد المدرس الخصوصي الذي لم يكن في أيامنا موجوداً أصلاً.
عندما المدرس لا يعطي الدرس حقه، نجد أكثر الطلاب يلجأون إلى المدرس الخصوصي الذي استنفد جيوب الأهالي، لماذا لا يعطى هذا المدرس الخصوصي الدرس حقه في المدرسة فيلجأ الأهالي مضطرين إليه عندما لا يكون الشرح وافياً بالمدرسة، ووصلت الدروس الخصوصية إلى الجامعة بمبالغ كبيرة.
لابد من محاربة المدرس الخصوصي ومعاقبته بإبعاده عن الميدان التعليمي فبعضهم يلجأ للغياب ليعطي في هذا اليوم دروساً أكثر بمردود مادي أكبر، ولابد من إقالته عن العمل ليكون عبرة لغيره.
بالتالي منهج مناسب ومدرس حريص يعنيان رفعة في شأن العلم والوطن، أحبوا وطنكم.
وأخيراً يا نادرة في نوعك يا ديرتي يا كويت.
والله المستعان