مَن منّا لا يعرف قصة حصان طروادة وأحداثه عبر أسطورة يونانية قديمة تحكي عن حيلة ذكية استخدمها الإغريق لغزو مدينة طروادة، بعد حصار دام 10 سنوات؟ وتتلخص القصة في أن الإغريق أعدوا حصاناً خشبياً ضخماً أخفوا فيه مجموعة من المحاربين، ثم تظاهروا بالانسحاب وتركوا الحصان كهدية احتفالية، أدخل الطرواديون الحصان إلى مدينتهم، وعندما حلّ الظلام، خرج المحاربون من الحصان وفتحوا أبواب المدينة لجيشهم الذي عاد سراً، فتمكّن الإغريق من دخول المدينة ونهبها، وهذا ما يحصل حالياً من خلال حصان الصهاينة ومبرراتهم المستمرة في مجازرهم ضد الشعب الفلسطيني وما تشهده غزة من دمار متواصل لم يهدأ، ومن ثم الانتقال الى لبنان وسورية وإيران، وغيرها من المناوشات المستمرة هنا وهناك، والتهديد والوعيد وغيرها من الأساليب التي تتبعها حالياً بعد إعلان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بشأن اقتطاع أجزاء من أقاليم دول عربية، فضلاً عن إعلان الاحتلال الإسرائيلي الموافقة على بناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية ومحيط شرق مدينة القدس المحتلة.

وكل ذلك لم يخرج فجأة، بل هو ضمن مخططات الصهاينة وأساليبهم الملتوية في توسيع دائرة السيطرة والنفوذ والتمدد للاستمرار في سياساتهم ونهجهم الذي يخالف الأعراف، ويقفز على القرارات الدولية، ويلتف على مبادئ المجتمع الدولي الذي يرفض هذه التوجهات والسياسات التي ستحوّل المرحلة المقبلة الى المزيد من حالة التذبذب والتوتر بالمنطقة التي تعيش في دوامة الصراع كلما أطلّ الكيان الصهيوني برأسه عبر حدث جديد أو اختلاق أمور لا تدخل العقل ولا يستوعبها الخيال.

Ad

إلّا أن الرفض الذي أعلنته العديد من الدول، ومن بينها الكويت، تجاه التصريحات الخطيرة من رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي، طالبت فيه العالم أجمع بضرورة الضغط للوقوف أمام هذه التصريحات والتحذير من عواقبها الوخيمة، حفاظا على أمن المنطقة واستقرارها، فضلا عن اعتبار التصريحات الخاصة ببناء وحدات استيطانية جديدة في الضفة الغربية ومحيط شرق مدينة القدس المحتلة، وما يصاحبها من عمليات تهجير قسري تمثّل خرقا للوضع التاريخي والقانوني القائم.

إن المجتمع الدولي مُطالب اليوم بأن يثبت قدرته في مواجهة هذه المخططات والتصدي لهذا الكيان، ومنعه من الاستمرار في توجهاته التي تستهدف بعض الدول، وإنهاء حالة الدمار في غزة التي لا تزال تحت الركام، وارتفاع معدل المجاعة والنقص الشديد في مختلف الاحتياجات، سواء الغذائية أو الصحية، بسبب الحصار الصهيوني الذي يريد أن يحوّلها الى رماد تتطاير حبات الرمل فيه فقط من دون حياة.

إن الدول المجاورة للكيان الصهيوني عليها أن تكون أكثر حذرا، والتصدي لأي تحركات من شأنها وصول الاحتلال الى مآربه لتنفيذ مخططاته.

آخر السطر:

حصان الصهاينة قد يستمر في أساليبه الملتوية للدخول في مجزرة جديدة يروح ضحيتها الأبرياء كالعادة.