وسط ضغوط أميركية لاستئناف المفاوضات النووية التي انهارت خلال حرب الـ 12 يوماً، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال لقائه نظيره البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أن لغة التهديد الأميركية لم تعد مُجدية، وقال إن التعاون الواسع بين طهران ومينسك هو السبيل لإبطال مفعول العقوبات الغربية التي تشمل بلديهما.
وقال بزشكيان، خلال اللقاء الذي عُقد في مينسك أمس، إن «العقوبات المفروضة على كلا البلدين ما هي إلا نتيجة لرفضهما الخضوع وسعيهما نحو الاستقلال الحقيقي».
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن بلاده وبيلاروسيا تشتركان في وجهات نظر متقاربة في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وأن الاتحاد الأوراسي ومنظمة شنغهاي ومجموعة بريكس توفّر أطراً مناسبة لتسهيل وتعزيز التعاون البنّاء بين البلدين.
في موازاة ذلك، أفاد وزير الخارجية، عباس عراقجي، بأن طهران بصدد مراجعة خريطة الطريق الموقّعة عام 2006 بين إيران وبيلاروسيا، مؤكدا أنه سيتم رفع مستوى وثيقة التعاون إلى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة» لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وبشأن الجهود المبذولة لاستئناف المسار الدبلوماسي حول أنشطة بلاده الذرّية، أشار عراقجي إلى عدم الوصول إلى أرضية تمكّن من «إجراء محادثات نووية فعالة مع أميركا».
كما لفت، في نبرة تشاؤمية، إلى أن ما يجري مع الأوروبيين لا يُصنف على أنه مفاوضات فعلية، بل مجرد مرحلة اختبارية لقياس ما إذا كانت هناك أرضية حقيقية تتيح الدخول في مفاوضات جادة مستقبلاً. وأشار إلى احتمال عقد اجتماع جديد مع الأوروبيين قريباً، مشيراً إلى أنهم باتوا أكثر إدراكاً أن تفعيل آلية الاستعادة في هذه المرحلة لن يخدم مصالحهم.
وفي نبرة حَذِرة لم تَخلُ من التهديد، لفت المسؤول الإيراني إلى أنّ بلده قد تصل إلى مرحلة تبحث فيها إمكانية الانسحاب من معاهدة الانتشار النووي، لكنّه أكد أن طهران لا تستطيع إنهاء تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية «بشكل كامل»، بعدما علّقت عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة التابعة للأمم المتحدة. وقال إنّ عودة مفتشي الوكالة الدولية إلى المواقع النووية الإيرانية تعتمد على قرار من المجلس الأعلى للأمن القومي، مشيراً إلى أن استبدال «الوقود في محطة بوشهر للطاقة النووية» يجب أن يتم في الأسابيع المقبلة، وسيتطلّب «وجود مفتشين» من الوكالة، وموضحاً أن «عودة المفتشين ستكون ممكنة بموجب قانون يصدره البرلمان، بقرار من المجلس الأعلى للأمن القومي».
وفي ظل تهديدات إسرائيلية وأميركية علنية بإمكانية تكرار الهجمات على المنشآت النووية في حال رصد محاولة جديدة لإعادة تفعيلها، ذكر وزير الدفاع، عزيز نصير زاده، أمس، أن إيران مستعدة لأي هجوم جديد، معلنا أنها طورت صواريخ بإمكانات أكبر من تلك التي استُخدمت في الحرب الأخيرة.
وقال زاده خلال فاعليات إطلاق مناورات للجيش إن «الصواريخ التي استخدمت في حرب الـ 12 يوما صنعتها وزارة الدفاع قبل سنوات»، مضيفاً «اليوم صنعنا ونمتلك صواريخ تتمتع بقدرات أكثر من الصواريخ السابقة، وإذا قام العدو الصهيوني بمغامرة أخرى فسنستخدم هذه الصواريخ بالتأكيد».
في المقابل، وصف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نفسه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنهما «أبطال حرب إيران».