في قمة حاسمة لمستقبل الحرب الدائرة مع روسيا بلا توقف أو هوادة، استضاف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض أمس نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقدا جلسة مباحثات ثنائية مغلقة ومؤتمراً صحافياً بالمكتب البيضاوي، قبل أن ينضم إليهما زعماء فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وفي مستهل اللقاء، الذي حضره زيلينسكي مرتدياً بدلة رسمية بناء على طلب البيت الأبيض، قال ​ترامب​: «حققنا تقدماً كبيراً وعقدت اجتماعاً جيدا مع بوتين، وشرف لنا أن يكون زيلينسكي معنا»، مضيفاً: «أجرينا مفاوضات جديدة واجتماعنا في غاية الأهمية وأتوقع أن تجري الأمور بصورة جيدة وهناك فرصة لإنهاء الحرب».

Ad

وتابع ترامب: «نريد إنهاء الحرب بما يحقق مصلحة الجميع، وسنعمل مع روسيا وأوكرانيا لتحقيق سلام ناجح ومستدام»، مؤكداً أن «العالم يريد إنهاء الحرب، والرئيسين الأوكراني والروسي فلاديمير بوتين يريدان ذلك».

وأكد أنه تناول مع ضيفه «الضمانات الأمنية»، مشيراً إلى أن «أوروبا ستكون خط الدفاع الأول لأوكرانيا وإدارته ستشاركها في ذلك وستقدم للأوكرانيين الحماية والأمن الجيد» ضمن اتفاق السلام المحتمل.

وقال إن «أوكرانيا لن تكون عضواً بحلف الناتو، وسأعمل معها والجميع لضمان سلام دائم»، لافتاً إلى أنه «لم يطرح على بوتين طبيعة الضمانات الأمنية لأوكرانيا وسوف يتحدث معه بعد الاجتماع مع زيلينسكي والزعماء الأوروبيين».

وبينما استبعد ترامب أن يكون هناك وقف لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، أكد أنه يمكنه التوصل إلى اتفاق يحقق السلام في ظل استمرار القتال، مشدداً على أن التسوية يجب أن تكون طويلة الأمد، وليست مؤقتة.

وجدد رغبته في عقد قمة ثلاثية أميركية روسية أوكرانية في حال «سار كل شيء على ما يرام»، مبيناً أنه يعتقد عند حصول ذلك أنه ستتوفر فرصة معقولة لإنهاء الحرب».

وشكر زيلينسكي لترامب استضافته والقادة الأوروبيين، وقال: «شكراً على المبادرة، والشكر الجزيل لك على جهودك، جهودك الشخصية لوقف القتل ووقف هذه الحرب»، ملمحاً إلى استعداده للمشاركة في اجتماع ثلاثي مع ترامب وبوتين للتفاوض.

وشدد زيلينسكي على أنه «من المهم جداً توفير الضمانات الأمنية لإعادة تسليح الجيش الأوكراني، ولدينا الآن إمكانية لشراء أسلحة من الولايات المتحدة»، مبدياً استعداده لإجراء الانتخابات المعلقة حالياً بموجب الأحكام العرفية في ظروف آمنة إذا انتهت الحرب.

وقال: «نحن بحاجة إلى العمل في البرلمان، ومن الضروري أن يكون بإمكان الشعب إجراء انتخابات ديموقراطية وشفافة وقانونية».

وفي وقت سابق، طلب ترامب من زيلينسكي التخلي عن آماله في استعادة شبه جزيرة القرم التي ضمها بوتين في 2014 والتعهد بعدم الانضمام إلى «الناتو» من أجل المساعدة في التوصل إلى اتفاق لإنهاء أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ 80 عاماً، والتي أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين.

وحثّ ​زيلينسكي​ ترامب على «إحلال السلام عبر القوة»، قائلاً: «لا يمكن إلزام روسيا بالسلام إلا عبر القوة، والرئيس ترامب لديه هذه القوة. علينا القيام بكل ما يلزم كما يجب، من أجل تحقيق السلام».

على الجهة المقابلة، كرر وزير الخارجية سيرغي لافروف معارضة روسيا «أي احتمال يشمل نشر قوات لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا».