يواصل مهرجان «صيفي ثقافي» بدورته الـ 17 تقديم سلسلة من الورش التدريبية والمحاضرات الثرية التي تسعى إلى تعزيز الحراك الثقافي والفني.
فقد قدَّم الباحث في التراث الكويتي واللهجة، المسؤول في لجنة أصحاب المتاحف والهواة بفريق إكسبو 965 للمعارض التراثية والحرفية والمبدعين الكويتيين، حسين القطان، محاضرة متخصصة حول التراث البحري الكويتي بعنوان «رحلة في التراث البحري» على مدى يومين في المتحف البحري.
تطرَّق القطان خلال المحاضرة إلى التعريف بأنواع الأسماك الكويتية، وطُرق الصيد التقليدية القديمة، إلى جانب الأدوات المُستخدمة آنذاك، إضافة إلى المقارنة بينها وبين الوسائل الحديثة. كما ركَّز على تعليم الحضور أسماء الأسماك التي تشتهر بها مياه الخليج العربي، واستعراض أسماء القواقع البحرية باللهجة الكويتية.
وتخلل المحاضرة عرض نماذج واقعية من القواقع، وأدوات الصيد، والأسماك، بهدف تقريب الصورة إلى المشاركين، وتعزيز الجانب التطبيقي.
وعلى هامش الفعالية، أكد القطان أن «التراث البحري ركيزة أساسية للهوية الكويتية، فقد ارتبط البحر بحياة الآباء والأجداد مصدراً للرزق والمعرفة والتواصل مع العالم، ومن هنا تأتي أهمية تعريف الأجيال الجديدة بمكوناته المتنوعة، سواء من خلال الأسماك التي كانت تشكِّل الغذاء الرئيسي، أو أدوات الصيد التي عكست مهارة البحارة والصيادين قديماً».
لمسات عصرية
من جانب آخر، نظَّم بيت السدو ورشة فنية بعنوان «صناعة ميدالية وبروش بأشكالٍ تراثية»، قدَّمتها المدربتان بدرية العصفور، ومنار معرفي.
استهدفت الورشة تعريف المشاركين بجماليات الحِرف اليدوية التقليدية، وإتاحة المجال لهم لخوض تجربة إبداعية تجمع بين التراث الكويتي واللمسات العصرية.
وفي هذا السياق، أوضحت العصفور أن الورشة ارتكزت على نموذج من الجوخ مثبت على قارورة عطر من التراث القديم، ليقوم كل مشارك على حدة بتزيينها بالخيوط والخرز وحشوة الديباج، وصولاً إلى تحويلها إلى ميدالية أو بروش يحمل طابعاً فريداً.
وأكدت أن تنوُّع الخامات المستخدمة منح المشاركين فرصة لاكتشاف مهاراتهم في التصميم اليدوي، وإضفاء لمستهم الشخصية على القطع.
وذكرت العصفور أن هذه الورشة تأتي انطلاقاً من حرص بيت السدو على إحياء الحِرف اليدوية التراثية، وغرسها في وجدان الأجيال الجديدة، بوصفها جزءاً أصيلاً من الهوية الثقافية الكويتية، لافتة إلى أن بيت السدو يسعى من خلال برامجه وورش العمل إلى خلق جسور تواصل بين الماضي والحاضر عبر تدريب المشاركين على تقنيات تقليدية، كالسدو، والنسيج، والتطريز، وصناعة الإكسسوارات التراثية.