أشاد البروفيسور كونيهيكو شينودا من "المعهد الوطني للدراسات السياسية” (GRIPS) في طوكيو بالكويت ووصفها بأنها «شريكاً موثوقاً ومستقراً في مجال الطاقة»، ورأى أن هناك فرصًا لتعزيز التعاون مع اليابان في الطاقة النظيفة، وتحديث البنية التحتية، وتنمية الصناعات القائمة على المعرفة، لافتاً إلى أن الاتجاهات الديموغرافية في دول الخليج، ومنها النمو السريع في أعداد الشباب، تجعلها شريكًا مثاليًا للخبرات اليابانية في مجالات الابتكار وتوليد فرص العمل والبنية التحتية المتقدمة.

كلام كونيهيكو جاء خلال القائه محاضرة خاصة بعنوان «الدبلوماسية الاقتصادية للرئيس ترامب وتأثيرها على منطقة المحيطين الهندي والهادئ»، والتي استضافها الاسبوع الماضي «مركز ريكونسنس للبحوث»، بالتعاون مع سفارة اليابان في الكويت، بحضور شخصيات أكاديمية وباحثين في السياسات وطلبة دكتوراه ورجال أعمال ودبلوماسيين.

Ad

وأكد البروفيسور كونيهيكو، أن «العلاقات بين اليابان ومجلس التعاون وصلت إلى مرحلة محورية»، مشيرًا إلى المفاوضات الجارية بشأن «اتفاقية الشراكة الاقتصادية اليابانية – الخليجية» باعتبارها «إطارا قد يعيد تعريف التعاون الاقتصادي ليتجاوز مجال الطاقة، ويفتح آفاقًا في التكنولوجيا، وأمن المياه، والتحول نحو الطاقة النظيفة».

وأضاف أن «العلاقات التاريخية الإيجابية بين اليابان ودول الخليج تمثل أصلًا استراتيجيًا»، داعيًا الجانبين إلى استغلال هذه المرحلة لمواءمة الرؤى بعيدة المدى، خاصة في مجالات الهيدروجين الأخضر، وتحلية المياه، والمشروعات الصناعية عالية التقنية.

لكنه حذر أيضًا من أن التحولات الجيوسياسية الإقليمية، بدءًا من توتر العلاقات الإيرانية- الإسرائيلية وصولًا إلى تطورات أسواق الطاقة، ستتطلب من اليابان ودول الخليج تعميق الحوار الاستراتيجي لحماية الاستقرار وتوسيع التعاون الاقتصادي.

وقال كونيهيكو: «تعمل دول الشرق الأوسط اليوم ليس فقط على تعظيم قيمة أصولها النفطية والغازية القائمة، بل أيضًا على الانتقال نحو نماذج نمو لا تعتمد على النفط".

وأشار إلى أنه «بالنسبة لليابان، من المهم الحفاظ على العلاقات مع هذه الدول وتعزيزها كشركاء موثوقين في إمدادات النفط والغاز، وفي الوقت نفسه تعزيز التعاون في مجال إزالة الكربون والتحول في قطاع الطاقة، كما أن من الضروري المضي قدمًا في أعمال جديدة تعالج قضايا اجتماعية مثل البيئة والرعاية الصحية»، مشدّداً على أن «هذا التعاون الثنائي بين اليابان والكويت يأتي في صميم هذا التوجه».

وبينما قال سفير اليابان لدى البلاد موكاي كينيتشيرو، إن «هذه المحاضرة تأتي في توقيت بالغ الأهمية، ويقدّم رؤية ضرورية لاستكشاف كيفية تطور البنية الاقتصادية لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ وسط بيئة جيوسياسية معقدة»، آملاً «أن تشكل هذه الندوة فرصة قيمة لنا جميعًا لاكتساب رؤى جديدة حول هذه التحولات»، أكد المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«ريكونسنس» عبد العزيز العنجري، أن «استضافة البروفيسور كونيهيكو تمهّد الطريق أمام المزيد من الباحثين الكويتيين لزيارة اليابان، ومزيد من الأصوات اليابانية للمساهمة في إثراء الساحة الفكرية في الكويت».