تتجه الأنظار إلى قمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في لقاء يوصف بأنه الأهم منذ اندلاع الحرب الروسية - الأوكرانية قبل ثلاث سنوات ونصف السنة.
وفي خطوة غير مسبوقة، سيرافق زيلينسكي وفد من أبرز القادة الأوروبيين يتقدمهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.
الهدف المعلن لهذه المشاركة الأوروبية الكثيفة هو دعم زيلينسكي ومنع تكرار مشهد الإذلال، الذي تعرض له في آخر زيارة إلى البيت الأبيض حين وبّخه ترامب ونائبه جي. دي. فانس أمام عدسات الكاميرات.
غير أن الهدف الأعمق يتمثل في محاولة التأثير على تفاصيل خطة السلام، التي يعمل ترامب على بلورتها منذ قمته الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
وعشية اللقاء، كتب ترامب، على منصته «تروث سوشيال»، «تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!»، بدون أن يورد مزيداً من التفاصيل.
وبعد إعلان ترامب صراحة أن جهوده لم تعد تركز على وقف إطلاق النار المؤقت، بل على صياغة «اتفاق سلام مباشر ونهائي»، كشف مبعوثه ستيف ويتكوف أمس عن «تنازلات جزئية» قدمتها موسكو خلال قمة ألاسكا، مؤكداً أنها أبدت استعداداً للتراجع في بعض المناطق التي أعلنت ضمها عام 2022، لكنها تصر على دونيتسك ولوغانسك باعتبارهما جوهر أهدافها الاستراتيجية. وأضاف ويتكوف أن ترامب انتزع من بوتين موافقة مبدئية على السماح للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بتقديم ضمانة أمنية لأوكرانيا «تشبه المادة الخامسة من معاهدة الناتو»، أي التزام الدفاع الجماعي ضد أي اعتداء مستقبلي.
المبعوث ويتكوف أعرب عن أمله بأن يكون اجتماع اليوم «مثمراً» وقادراً على وضع «توافق فعلي» يمهّد للعودة إلى موسكو بعرض سلام نهائي.
لكن في المقابل، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من أن واشنطن قد لا تنجح في وضع سيناريو لإنهاء الحرب إذا أصر أحد الطرفين على مواقفه القصوى، قائلاً: «إذا استمرت الحرب فسيموت آلاف آخرون، وهذا ما لا نريده».
ويرى مراقبون تحولاً جوهرياً، إذ إنها المرة الأولى التي يقبل فيها بوتين مبدأ مشاركة أميركية وأوروبية مباشرة في أمن أوكرانيا، حتى وإن كان خارج إطار عضوية الناتو.
هذه المقاربة الجديدة تنسجم مع مطالب بوتين الذي يرفض أي هدنة مؤقتة يرى فيها فرصة لإعادة تنظيم الجيش الأوكراني بدعم غربي. وكتب ترامب على منصته «تروث سوشيال»: «اتفاق وقف النار لا يصمد طويلاً... الذهاب مباشرة نحو السلام هو الطريق الأسرع لإنهاء الحرب».
لكن هذا التوجه يثير قلق كييف والعواصم الأوروبية، إذ يخشى أن يكون مجرد غطاء لفرض تنازلات إقليمية قاسية على أوكرانيا. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر أوروبية أن ترامب أبدى تأييده لمطلب بوتين بالسيطرة الكاملة على إقليم دونباس مقابل تجميد خطوط الجبهة في خيرسون وزابوريجيا.
وأعلن الرئيس الأوكراني بوضوح رفضه التخلي عن أي أرض، مذكراً بأن الدستور يمنعه من تقديم تنازلات إقليمية.
وقال في بيان مقتضب مساء أمس الأول: «وقف القتل شرط أساسي للسلام رفض موسكو لوقف النار يعقد الوضع بشكل خطير».
غير أن مصادر أوروبية حذرت من أن زيلينسكي قد يواجه عزلة سياسية إذا أصر على موقفه المتشدد في ظل الضغوط الأميركية والأوروبية للوصول إلى تسوية، خصوصاً بعد أن فقد الجيش الأوكراني مساحات واسعة من دونيتسك ولوغانسك، بينما يسيطر الروس على نحو 20 في المئة من مجمل الأراضي الأوكرانية.
في موازاة ذلك، عقد ماكرون وميرتس وستارمر اجتماعاً عبر الفيديو مع ما يعرف بـ«تحالف الراغبين» الذي يضم معظم الدول الأوروبية الكبرى إلى جانب كندا وحلف الناتو.
وتمحورت المناقشات حول كيفية ضمان استمرار الدعم العسكري لكييف، وصياغة حزمة ردع جديدة تشمل عقوبات إضافية على روسيا.
إلا أن دبلوماسيين أقروا بأن هامش الضغط الأوروبي ضيق مقارنة بنفوذ واشنطن وموسكو، ما يجعل أوروبا في موقع المشارك أكثر من صانع القرار.
في موازاة ذلك، كثّف الكرملين اتصالاته مع حلفائه التقليديين، فقد أطلع بوتين نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف على ما دار في قمة ألاسكا، بينما أجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف محادثات هاتفية مع نظيريه التركي والمجري. وتمثل أنقرة وبودابست قناتين أساسيتين لتخفيف العزلة الغربية عن موسكو، وهو ما يعزز موقع بوتين التفاوضي أمام ترامب وزيلينسكي.
وفي خطوة غير مسبوقة، سيرافق زيلينسكي وفد من أبرز القادة الأوروبيين يتقدمهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إضافة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.
الهدف المعلن لهذه المشاركة الأوروبية الكثيفة هو دعم زيلينسكي ومنع تكرار مشهد الإذلال، الذي تعرض له في آخر زيارة إلى البيت الأبيض حين وبّخه ترامب ونائبه جي. دي. فانس أمام عدسات الكاميرات.
غير أن الهدف الأعمق يتمثل في محاولة التأثير على تفاصيل خطة السلام، التي يعمل ترامب على بلورتها منذ قمته الأخيرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا.
وعشية اللقاء، كتب ترامب، على منصته «تروث سوشيال»، «تقدم كبير حول روسيا. ترقبوا الأخبار!»، بدون أن يورد مزيداً من التفاصيل.
وبعد إعلان ترامب صراحة أن جهوده لم تعد تركز على وقف إطلاق النار المؤقت، بل على صياغة «اتفاق سلام مباشر ونهائي»، كشف مبعوثه ستيف ويتكوف أمس عن «تنازلات جزئية» قدمتها موسكو خلال قمة ألاسكا، مؤكداً أنها أبدت استعداداً للتراجع في بعض المناطق التي أعلنت ضمها عام 2022، لكنها تصر على دونيتسك ولوغانسك باعتبارهما جوهر أهدافها الاستراتيجية. وأضاف ويتكوف أن ترامب انتزع من بوتين موافقة مبدئية على السماح للولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بتقديم ضمانة أمنية لأوكرانيا «تشبه المادة الخامسة من معاهدة الناتو»، أي التزام الدفاع الجماعي ضد أي اعتداء مستقبلي.
المبعوث ويتكوف أعرب عن أمله بأن يكون اجتماع اليوم «مثمراً» وقادراً على وضع «توافق فعلي» يمهّد للعودة إلى موسكو بعرض سلام نهائي.
لكن في المقابل، حذر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو من أن واشنطن قد لا تنجح في وضع سيناريو لإنهاء الحرب إذا أصر أحد الطرفين على مواقفه القصوى، قائلاً: «إذا استمرت الحرب فسيموت آلاف آخرون، وهذا ما لا نريده».
ويرى مراقبون تحولاً جوهرياً، إذ إنها المرة الأولى التي يقبل فيها بوتين مبدأ مشاركة أميركية وأوروبية مباشرة في أمن أوكرانيا، حتى وإن كان خارج إطار عضوية الناتو.
هذه المقاربة الجديدة تنسجم مع مطالب بوتين الذي يرفض أي هدنة مؤقتة يرى فيها فرصة لإعادة تنظيم الجيش الأوكراني بدعم غربي. وكتب ترامب على منصته «تروث سوشيال»: «اتفاق وقف النار لا يصمد طويلاً... الذهاب مباشرة نحو السلام هو الطريق الأسرع لإنهاء الحرب».
لكن هذا التوجه يثير قلق كييف والعواصم الأوروبية، إذ يخشى أن يكون مجرد غطاء لفرض تنازلات إقليمية قاسية على أوكرانيا. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصادر أوروبية أن ترامب أبدى تأييده لمطلب بوتين بالسيطرة الكاملة على إقليم دونباس مقابل تجميد خطوط الجبهة في خيرسون وزابوريجيا.
وأعلن الرئيس الأوكراني بوضوح رفضه التخلي عن أي أرض، مذكراً بأن الدستور يمنعه من تقديم تنازلات إقليمية.
وقال في بيان مقتضب مساء أمس الأول: «وقف القتل شرط أساسي للسلام رفض موسكو لوقف النار يعقد الوضع بشكل خطير».
غير أن مصادر أوروبية حذرت من أن زيلينسكي قد يواجه عزلة سياسية إذا أصر على موقفه المتشدد في ظل الضغوط الأميركية والأوروبية للوصول إلى تسوية، خصوصاً بعد أن فقد الجيش الأوكراني مساحات واسعة من دونيتسك ولوغانسك، بينما يسيطر الروس على نحو 20 في المئة من مجمل الأراضي الأوكرانية.
في موازاة ذلك، عقد ماكرون وميرتس وستارمر اجتماعاً عبر الفيديو مع ما يعرف بـ«تحالف الراغبين» الذي يضم معظم الدول الأوروبية الكبرى إلى جانب كندا وحلف الناتو.
وتمحورت المناقشات حول كيفية ضمان استمرار الدعم العسكري لكييف، وصياغة حزمة ردع جديدة تشمل عقوبات إضافية على روسيا.
إلا أن دبلوماسيين أقروا بأن هامش الضغط الأوروبي ضيق مقارنة بنفوذ واشنطن وموسكو، ما يجعل أوروبا في موقع المشارك أكثر من صانع القرار.
في موازاة ذلك، كثّف الكرملين اتصالاته مع حلفائه التقليديين، فقد أطلع بوتين نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ورئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف على ما دار في قمة ألاسكا، بينما أجرى وزير الخارجية سيرغي لافروف محادثات هاتفية مع نظيريه التركي والمجري. وتمثل أنقرة وبودابست قناتين أساسيتين لتخفيف العزلة الغربية عن موسكو، وهو ما يعزز موقع بوتين التفاوضي أمام ترامب وزيلينسكي.