كان المُعَطَّرَ طيّبَ الأردانِ

وهو المُلَقَّبُ بالفتى الريَّانِ

Ad

ذو نعمةٍ ومُدَلَّلٌ في أهلهِ

نجمٌ مضيءٌ من جَنَى الإيمانِ

سمع الفتى نبأ الرسالةِ فالتقى

بالنورِ والندواتِ والإحسانِ

في دار أرقمَ لم يطل بتردُّدٍ

إذْ جَرَّهُ شوقٌ إلى القرآنِ

غضِبتْ خُنَاسٌ حين أسلمَ إبنُها

فتأوَهتْ وتجهَّزتْ لهوانِ

حبسَتهُ عن أصحابِهِ لكنَّهُ

تَبعَ النبيَّ مُهاجراً لأمانِ

فلأجلِ دينِ الله كان فداؤهُ

إذ غادرَ الأهلينَ دون تواني

تركَ الثيابَ ثمينةً وجميلةً

واختار جلباباً كما الأقرانِ

من ثمَّ غادر للمدينةِ بعدما

صار السفيرَ هناك بالفرقانِ

حملَ الأمانةَ بالرَّجاحةِ والنُّهى

والزُّهدِ والأخلاقِ والتَّبيَانِ

جاء الأُسَيدُ بن الخُضَيرِ مهاجماً

فدعاهُ للإسلامِ بالتَّحنَانِ

بوداعةٍ وتهلُّلٍ وتثبُّتٍ

فكذاك دعوتهُ إلى الرَّحمنِ

وسرى السَّلامُ بأرضِ يثربَ جُلِّها

حتى مجيءَ السيدِ العدنانِ

فهي المدينةُ قد كساها نورُها

مزدانةٌ في روضةٍ وجِنانِ

رفعَ اللواءَ العبدريُّ مجاهداً

كي يرتقي في جنة الرِّضوانِ

في موكبِ الشهداءِ بانَ لحاقُهُ

في بردةٍ بفضائلِ الفرسانِ

سقط الشهيدُ مُضَرَّجاً بدمائهِ

والمسكُ والكافورُ في الجُثمانِ

ونعاهُ سيدُنا النبيُّ بقولهِ

وبكاهُ تُربُ الأرضِ في الأكفانِ

صلَّى الإلهُ على النبيِّ المصطفى

ما أشرقتْ شمسٌ على الأغصانِ

والآلِ والأصحابِ من أهلِ التُّقى

مَنْ جاهدوا مَنْ ناصروا بجَنانِ