مع إقرار الاحتلال خططاً لتسريع العملية العسكرية بغزة وسط تحذيرات من «نفاد صبر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب» تجاه استمرار حرب الإبادة، استخدم جيشه روبوتات مفخخة في تدمير ونسف 400 منزل في حي الزيتون خلال 6 أيام فقط.
وأفاد «المرصد الأورومتوسطي»، أمس، بأن «قوات الاحتلال قامت بتسوية نصف حي الزيتون، الذي يعد الأكبر بمدينة غزة، بالأرض ضمن هجوم عسكري واسع النطاق دفع بأكثر من 90 ألف فلسطيني إلى النزوح».
وأوضح أن «الهجوم الذي بدأ في 11 الجاري، يأتي في إطار خطة معلنة من إسرائيل لفرض سيطرتها الكاملة وغير القانونية على مدينة غزة، وتهجير سكانها مع النازحين إليها من شمال القطاع، الذين يقدَّر عددهم بنحو مليون نسمة، إلى مناطق معزولة ومحدودة المساحة جنوبي القطاع».
وحذر المرصد من ارتكاب جيش الاحتلال مذابح جماعية غير مسبوقة في حال استكماله لمخططه.
وبينما سقطت طائرة تجسس إسرائيلية مسيرة من طراز «سكاي راك 3» في حي الرمال غرب غزة، أعلنت السلطات الصحية ارتفاع حصيلة وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 251 فلسطينياً بينهم 108 أطفال، بعد تسجيل 11 حالة أمس.
في غضون ذلك، كشفت «القناة 12» أن خبراء بارزين مشاركين في جهود استئناف «مفاوضات الدوحة» سلّموا وثيقة لنتنياهو خلال الساعات الأخيرة، تفيد بأن «حماس» غيّرت مواقفها بشأن إبرام صفقة تسمح بإطلاق محتجزين إسرائيليين.
ووفقاً لمسؤولين كبيرين اطلعا على الوثيقة، فإنها تتضمن تقييماً يفيد بأن الحركة مهتمة بالتوصل إلى «اتفاق جزئي» على أمل أن يخلط ذلك أوراق نتنياهو ويجعله في مواجهة مع القوى الداخلية بالدولة العبرية.
وأكد المسؤولان أنه سيكون من الصعب على نتنياهو تجاهل استنتاجات الوثيقة، عشية إطلاق أهالي وعائلات المحتجزين ليوم غضب واسع يهدف لشل الحياة الاقتصادية، رفضاً لإقرار حكومة نتنياهو سياسة توافق فقط على صفقة شاملة مقابل استسلام «حماس».
من جهة ثانية، أكد نائب رئيس السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، أن «الأسير القائد مروان البرغوثي يشكل رمزاً للنضال الفلسطيني، والقيادة الفلسطينية تبذل جهوداً متواصلة من أجل الإفراج عنه وعن جميع الأسرى»، مضيفاً أن «ما يتعرض له الأسرى جراء السياسات الإسرائيلية هو إعدام بطيء يتطلب تدخل الهيئات الدولية لحمايتهم».
جاء ذلك غداة مقطع فيديو أظهر اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير لزنزانة البرغوثي الانفرادية، وتهديده له قائلاً: «إن من يستهدف شعب إسرائيل سوف نمحوه»، في خطوة أثارت غضباً واسعاً ومخاوف من اغتيال المناضل الفلسطيني.
إلى ذلك، دان وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية في مقدمتها الكويت والسعودية ومصر وتركيا وباكستان وإندونيسيا وسورية وبنغلادش وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، بأشدّ العبارات التصريحات التي أدلى بها نتنياهو بشأن «إسرائيل الكبرى». وجاء في البيان العربي الإسلامي المشترك أن تصريحات نتنياهو تمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي العربي ولسيادة الدول والأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وتعدّ استهانة بالغة وافتئاتاً صارخاً على قواعد القانون الدولي وأسس العلاقات الدولية. كما أكّد البيان أن استناد إسرائيل لأوهام عقائدية وعنصرية ينذر بتأجيج الصراع، ويهدد الأمن الإقليمي والدولي.
وشدّد البيان على أن الدول العربية والإسلامية ستتخذ كل الإجراءات التي تعزز السلام مع احترامها للشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة.
كما ندّد البيان بأشدّ العبارات بموافقة الوزير الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش على خطة الاستيطان في منطقة «E1»، كما ندّد بتصريحاته العنصرية الرافضة لإقامة الدولة الفلسطينية، وأكّد ضرورة تولي دولة فلسطين مسؤوليات الحكم في قطاع غزة، كما في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية بدعم عربي ودولي في إطار البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
في موازاة ذلك، صرحت رئيسة الوزراء الدنماركية، ميتي فريدريكسن، بأن بلدها تتولى حالياً رئاسة الاتحاد الأوروبي، وتدرس فرض عقوبات على حكومة إسرائيل التي تعدت الحدود بسبب استمرار القتال في غزة والضفة الغربية، واصفة نتنياهو بأنه «أصبح مشكلة بحد ذاته».