ترتكز «رؤية الكويت» على آليات عديدة، تتصدَّرها تلك الصورة التي ينظر إليها المواطن، وينتظر تحويلها إلى مركز مالي وتجاري إقليمي وعالمي جاذب للاستثمار.
ولم ترتكز الرؤية على القطاع الحكومي فقط، بل على القطاع الخاص أيضاً، ليقوم بقيادة النشاط الاقتصادي، ويحقق التنمية البشرية، آخذاً بعين الاعتبار الحاجة لإذكاء روح المنافسة، ورفع كفاءة الإنتاج، في ظل آليات مؤسسية داعمة تعمل على ترسيخ القيم الوطنية، وفي الوقت ذاته تحافظ على الهوية الاجتماعية والتنمية البشرية.
ولا يخفى على أحد الأدلة المتعددة لقياس الخطط والرؤى، منها الأدوات الدولية لقياس مدى تقدُّم الكويت بشكلٍ مقارن مع الدول الأخرى، بالتعمُّق في آليات متابعة الأداء لقياس التقدُّم لتحقيق تلك الرؤية.
وهنا أتساءل: هل طبقت المؤسسات أبجديات الرؤية؟ وهل يمتلك القطاع الخاص الثقة والملاءة المالية اللازمة للدخول في شراكات مع القطاع الحكومي؟ وماذا عن قطاع الخدمات، الذي أجمعت معظم الدراسات الاقتصادية عليه كحلٍ للإيرادات غير النفطية؟ أسئلة عديدة تبحث عن إجابات.
وعودة إلى الرؤى التنموية... فعلى الصعيد الدولي أعلن جهاز الأمم المتحدة الخطة المشتركة، وأعلن أيضاً الحاجة إلى إعطاء دفعة قوية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، وإعادة العالم إلى المسار الصحيح للالتزام بخطة 2030. وقد أقرَّت الأمم المتحدة بأن سبب التراجع يعود إلى جائحة «كوفيد -19»، التي عصفت بالعالم أجمع، وخطط الدول، وأولوياتها. أما أهداف التنمية المستدامة، فهي طبقاً للأمم المتحدة، القضاء على الفقر والجوع في كل مكان، وتعزيز الأمن الغذائي، والطاقة النظيفة، والتعليم ذي الجودة، والمساواة بين الجنسين، والسلام، والعدل، إضافة إلى تعزيز النمو الاقتصادي المُستدام، والابتكار، والاهتمام بالبيئة البرية والبحرية، وآخرها عقد الشراكات لتحقيق الأهداف.
وعودة لرؤية الكويت، فقد تم ربطها بالأهداف والمؤشرات الدولية عن طريق مواءمتها مع أهداف التنمية المستدامة لأجندة 2030. ولتحقيق ذلك الترابط، قدَّمت الكويت التزاماتها، منها الاهتمام بالمؤسسات الحكومية، رغبةً في رفع أدائها.
وكما جاء في مواقع العديد من المؤسسات الحكومية حول خطة الكويت، فإن الأهداف التي تسعى الكويت إلى تنفيذها تتضمَّن رفع المستوى المعيشي للمواطن، وتدريب الكوادر الوطنية، والعمل على إشراك القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي للدولة. فهل تم تحقيق تلك الأهداف؟ وما معايير التنفيذ؟ وللحديث والتساؤلات بقية...
قلب رعد العيسى
هل تذكرون حملة «الكويت تحتاجكم»؟ وهل تذكرون المتحدث الرسمي لتلك الحملة؟ هو المرحوم رعد العيسى، ذلك الشاب النشط، الذي أخذ على عاتقه تجميل مناطق الكويت، وحمايتها من التشوُّهات.
نبض قلبه بحُب الكويت، حتى توقف قبل عدة أيام، تاركاً ستاراً داكناً من الحزن والذكريات. رحمه الله، وألهم أم رعد وأسرته الصبر والسلوان.