عقدت شركة الخطوط الجوية الكويتية جمعيتها العمومية العادية للسنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024، بنسبة حضور بلغت 100 في المئة، واعتمدت «العمومية» كل البنود الواردة على جدول الأعمال بما فيها التقريران المالي والإداري.

وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة الكابتن عبدالمحسن سالم الفقعان، أن العديد من العوامل أثرت سلبياً على أرباح الشركة خلال السنة الماضية، كان من بينها صفقات شراء الطائرات الجديدة، وخطة إعادة هيكلة الشركة، وخروج الكثير من المتقاعدين، فضلاً عن عملية تأجير الطائرات التي كبدت الشركة مصاريف كبيرة خلال السنوات الماضية، مبيناً أن عالم الطيران مكلف سواء بالنسبة للوقود أو صيانة الطائرات أو قيمة المحركات.

Ad

وأكد الفقعان، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده عقب انتهاء أعمال الجمعية العادية للشركة التي عقدت صباح أمس، أن عالم الطيران يتغير دائماً بحسب الأوضاع الإقليمية الجيوسياسية، أو الأوضاع الداخلية للدول نفسها، إضافة إلى تغير استراتيجيات الشركات المنافسة، لافتاً إلى وجود عزوف عن السفر بنسبة 25 في المئة بحسب ما أعلنه بنك الكويت المركزي.

وبين أن الوصول الى «نقطة التعادل» يستوجب تطبيق الاستراتيجية بحذافيرها دون توقف، لكن نحن نواجه ظروفاً إقليمية أو أوضاعاً داخلية تؤجل وصول «الكويتية» لنقطة التعادل بين الأرباح والخسائر، التي كان يفترض أن تصلها في 2025.

وذكر أن الشركة ماضية نحو الاتجاه الصحيح في ترشيد الإنفاق وزيادة الإيرادات وتحسين الخدمات المقدمة للمسافرين.

وقال الفقعان إن «الكويتية» على موعد لاستقبال إحدى الطائرات الجديدة بنهاية الشهر الجاري، بالإضافة إلى طائرتين أخريين خلال السنة الحالية، ليصل بذلك إجمالي الأسطول إلى 30 طائرة، مضيفاً أن الشركة قامت بإرجاع جميع الطائرات التي تم استئجارها سابقاً.

وأضاف أن عدداً آخر من الطائرات سيصل تباعاً خلال عام 2026 حتى نهاية 2027 الذي سيشهد اكتمال صفقة الطائرات التي تم شراؤها بالفعل.

التنين النائم

وأكد أن «الكويتية» قادرة على النهوض من جديد، واصفاً الشركة بـ «التنين النائم» وأن «الطائر الأزرق» الذي سينهض من جديد بفضل الله أولاً، ثم بالدعم غير المحدود من القيادة الحكيمة وسواعد أبناء الشركة والقائمين عليها، «فهي عريقة وعظيمة لاسيما أنها شركة عائلية ومحبوبة من الجميع».

وكشف الفقعان أن «الكويتية» وضعت خططاً لاستقطاب فئات معيّنة من المسافرين، في خطوة لتحسين الخدمات والمنافسة بالأسعار، من خلال تفعيل الوجهات المطلوبة بكثرة والاستفادة من الخطط الحكومية الرامية إلى فتح البلاد وجذب السياح والمسافرين من الخارج.

على صعيد متصل، تم استعراض التقرير السنوي عن نتائج التعاملات التي تمت مع أطراف ذات صلة خلال السنة المالية المنتهية في 31 ديسمبر 2024.

وقال الفقعان في كلمته التي ألقاها: «يسعى مجلس الإدارة إلى التطوير والارتقاء بالناقل الوطني، بما يعود بالنفع على دولة الكويت الحبيبة عموماً لكونها شركة مملوكة بالكامل للدولة، والارتقاء بالخطوط الكويتية لوضعها في مقدمة شركات الطيران الرائدة والمنافسة في المنطقة، كما نهدف لتقديم تجارب استثنائية للعملاء، وتحقيق التميز التشغيلي، ودفع النمو المستدام عبر (الكويتية) كشركة طيران عالمية المستوى تضع رضا العملاء، والكفاءة التشغيلية، والاستدامة في مقدمة أولوياتها».

وأكد الفقعان أن مجلس إدارة «الكويتية» وضع خطة استراتيجية كاملة للشركة والتي بدأت بجني جزء من ثمارها، مبينا أن المجلس يثق باستمرار تحسن أداء الشركة على الصعيدين الخدماتي وتحسُّن الإيرادات، مشيراً إلى أنه يولي اهتماماً بالغاً بالرد على كل ملاحظات وطلبات ديوان المحاسبة، والتعاون الكامل لتسوية المخالفات المالية المقيدة على الشركة لأعوام سابقة من 16 مخالفة إلى 7 مخالفات قيد التحقيق، ولم تدخر جهداً في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية حيالها.

إنجازات

وأوضح الفقعان أن «الكويتية» حققت العديد من الإنجازات عام 2024، حيث تسلمت أولى طائراتها «بوبيان» من نوع إيرباص A330-900NEO، كما حصدت المركز الأول في العالم ضمن قائمة أفضل جودة للوجبات على متن الطائرات المقدمة للمسافرين، وفقاً لتقرير نشره موقع MONEY SUPER MARKET، كذلك حصدت المركز الثالث على مستوى الشرق الأوسط وإفريقيا في انضباط دقة مواعيد مغادرة رحلاتها بنسبة نمو بلغت 91.13 بالمئة، وفقاً للتقرير الدوري لشهر يونيو 2024 الصادر من موقع CIRIUM، كما حققت الشركة المركز الـ 20 بين أفضل 109 شركات طيران حول العالم، والمركز الـ 5 في الشرق الاوسط، وذلك وفق التقرير السنوي الصادر عن موقع airhelp المختص بالتقييم لأفضل وأسوأ شركات الطيران أداءً في العالم لعام 2024.

وتابع الفقعان: قامت «الكويتية» بتوقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والتعاون المشترك، فقد وقعت اتفاقية مع شركة الخطوط الحديدية السعودية (سار) التي تتيح للناقل الوطني لدولة الكويت بيع تذاكر رحلات قطار الحرمين السريع للعملاء الكرام، كما قامت بتعزيز اتفاقية الرمز المشترك مع الخطوط السعودية، والتي تمكّن استخدام رمز «الكويتية» لرحلات «السعودية» المتجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية، كذلك أعلنت الشركة تعزيز الشراكة مع شركة أماديوس، المتخصصة في تقديم خدمات وحلول التكنولوجيا والابتكار لشركات الطيران، وذلك لتطوير آلية وعملية الحجز الإلكتروني للمسافرين على متن طائرات «الكويتية»، وإضافة إلى ذلك تم توقيع اتفاقية تعاون مع شركة فليكس فلايت Flex Flight (W2) الألمانية، والتي تمكّن عملاء «الطائر الأزرق» من حجز خدمات السكك الحديدية الألمانية، التي تديرها شركة Deutsche Bahn AG.

وأردف قائلاً: وقّعت الشركة بروتوكول تعاون مع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لاستحداث تخصص برنامج دبلوم علوم الطيران والنقل الجوي بمعهد الاتصالات والملاحة في الهيئة، الذي يتيح تأهيل وتدريب خريجي «التطبيقي» على القطاعات التشغيلية في الشركة، كما يشمل التعاون منح الطلبة الفرصة للعمل بالخطوط الكويتية بالمستقبل وفقاً لاحتياجاتها وشروط محددة للتدريب، بحسب العقد المبرم معهم، وعلاوة على ذلك، شاركت «الكويتية» في بطولة كأس الخليج لكرة القدم في نسختها السادسة والعشرين (خليجي زين 26)، كناقل رسمي للبطولة، إضافة إلى التعاون مع جهات الدولة في مختلف المجالات لدعم «خليجي 26» في الكويت، كما تعاونت «الكويتية» مع «زين» لتطوير وتنمية الاقتصاد والسياحة.

الريادة والتميز

وبيّن أن «الكويتية»، بصفتها الناقل الوطني لدولة الكويت، تفخر بدورها في تعزيز مكانة البلاد على خريطة الطيران العالمية، والمساهمة في نهضتها الاقتصادية والاجتماعية، وما حققته «الكويتية» من إنجازات لم يكن ليتحقق لولا تفاني أبنائها وإخلاصهم، الذين يعملون بجد واجتهاد من أجل تقديم أفضل الخدمات للعملاء الأعزاء، وتحقيق رؤية الشركة في الريادة والتميز.

وأكد أن «الكويتية» مستمرة على نهجها المتميز، وهو السعي وراء تحقيق نتائج إيجابية، وتقديم أفضل الخدمات وطرح الحلول المبتكرة والخيارات المتنوعة تلبية لرغبات عملائها الكرام، مبينا أن الشركة تحرص على إبراز دورها كشركة رائدة في المنطقة، وذلك من خلال ما تقدمه من متابعة دائمة لأحدث الطرق والوسائل الحديثة في تطوير آليات منظومة العمل بكل الدوائر في الشركة.

وقال إن «الكويتية» مستمرة بتحديث خدماتها ومواكبة تطورات عالم صناعة الطيران، سواء الخدمات المقدمة للركاب، أو اضافة وتحديث أنظمتها التكنولوجية، مشيراً الى أن الشركة تعمل على الجانبين الفني والتقني، إضافة إلى التوسع بالتعاون بين الشركات الوطنية، مما يساهم في تنشيط الاقتصاد بدولة الكويت ومواكبة رؤية الكويت 2035 والتي تهدف الى تنمية السياحة وتعزيز الاقتصاد الوطني.

واختتم الفقعان كلمته قائلاً: يسعى مجلس الإدارة الى تطوير عمل «الكويتية»، وزيادة حجم نشاطها لتحقيق عوائد أفضل، ويسعى جاهداً لتعزيز سمعة الناقل الوطني، ويؤكد المبادئ الكبرى الرئيسية التي رسمها في استراتيجية خطة العمل، وهي الحفاظ على أعلى معايير السلامة والأمان، والحفاظ على أعلى النسب في دقة المواعيد، وتحقيق أعلى معدلات خدمة العملاء.