في أجواء الانكسارات التي تعيشها المنطقة العربية ولا سيما بعض «دول الطوق» في بلاد الشام تكثر الآراء التي تستعين بنصوص دينية لقراءة المستقبل...
الكاتبة الأميركية غرايس هالسل في كتابها «النبوءة والسياسة» تتحدث عن التحالف بين الإنجيليين الأصوليين في أميركا وبين «الصهيونية العسكرية» مدفوعة بتفسيرات لنبوءات الكتاب المقدس والتي تربط دعم إسرائيل بتحقيق معركة «هرمجدون» والمجيء الثاني للمسيح.
هناك حركة إنجيلية أميركية ترى أن دعم إسرائيل العسكري واستعادتها لكامل فلسطين شرط أساسي لتحقيق نبوءات الكتاب المقدس، بينما يرى الصهاينة الدينيون أنها شرط لمجيء المسيح الأول.
الكتاب يقدم منظوراً نادراً عن تأثير المعتقدات الدينية على السياسة الخارجية الأميركية، خصوصاً ما يتعلق بالشرق الأوسط.
السؤال ما هو تأثير الدين أو المعتقد الديني على السياسة الخارجية الأميركية واستطرداً على سياسات بعض الدول العظمى، لا سيما روسيا الاتحادية في حربها على أوكرانيا ربطاً بتأثير الكنسية الأرثوذكسية؟
يؤدي الدين دوراً محورياً في تشكيل السياسة الخارجية للدول وإن اختلف حجم التأثير بين دولة وأخرى.
بالطبع هناك اعتبار لدى صانعي القرار السياسي لتأثير الجماعات الدينية وللمعتقد الديني، خاصة إذا كانت الدول تتبع نظاماً سياسياً قائماً على الدين وهناك العديد من الدول التي تتبع هذا المسار.
في الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يعتبر الدين أحد العوامل الرئيسية في هذا الصراع، فالشأن الديني يتداخل مع القضايا السياسية وكذلك الصراعات الطائفية في الشرق الأوسط خاصة بين السنة والشيعة.
ظهور المنظمات الإسلامية المتطرفة شيعية كانت أم سنية شوهّت الدين والمعتقد وساهمت بتصاعد العنف الدموي الديني.
أتذكر هنا دراسة الزميل د. فلاح المديرس عن جماعات الإسلام السياسي والعنف الديني، والتي تتخذ من الخطاب الساسي الديني أيديولوجية لها وتعارض الدولة المدنية وتسعى إلى إقامة دولة دينية.
في هذا الإطار، ظهرت دراسات تعترف بقصور النظريات السياسية والحاجة إلى مفاهيم جديدة تعطي أهمية وشرعية لدور الدين في العلاقات الدولية والسياسات الخارجية للدول.
خلاصة الأمر أن الصراعات السياسية في الغالب يستخدم فيها الدين كأداة لترويج هدف سياسي أو أيديولوجي، يبقى الحديث الأهم هو الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي والذي لجأ فيه الطرفان إلى المعتقد الديني، إنما السؤال كيف يمكن الحد من العنف الديني في هذا النزاع، خاصة من الجانب اليهودي والإسرائيلي وهي نصوص توراتية استغلت تماماً من السلطة السياسية اليمينية الحاكمة وأتت ثمارها؟
الأسئلة تتوالى بشأن الدور الذي يؤديه الدين في تعزيز فرص السلام أو استدامة الحرب وتصعيد الصراع وكيف ينظر إلى «الاتفاقيات الإبراهيمية» التي تعاملت مع الصراع بمنظور جديد وغير مألوف.