في قلبِ قاهرةِ المُعزِّ المُبهرِ
شمَختْ مناراتٌ لصرحِ الأزهرِ
هو قلعةُ الإسلامِ ضدَّ تطرفٍ
ومنارةُ الإسلامِ عبرَ الأعصُرِ
هو هيئةٌ للعدلِ في أحكامهِ
وعُلومُهُ فيَّاضةٌ كالأبحُرِ
هو قامةٌ للحقِّ، جِدُّ مدافعٍ
عن نهجِه المتبصِّرِ المتنوِّرِ
هو معقِلٌ للنورِ في أسوارهِ
عينُ الشريعةِ والعطاءِ المُثمرِ
هو أنورٌ هو زاخرٌ بعلومه
وله شموخُ الباسقِ المُتبخترِ
وبشرعهِ وعمادِهِ ومِدادِهِ
وسَطيةٌ هي مَرجعُ المُتبحِّرِ
بريادةٍ وقيادةٍ وزيادةٍ
مددُ الحقيقةِ والهدى المُتجذِّرِ
وعلى يديهِ منالُنا لمعارفٍ
عن ديننا تختالُ فوق المُنكرِ
رغم المكائدِ عبر تاريخٍ مضى
قد حارب الإرهابَ دون تقهقرِ
حفظ التراثَ بذمةٍ وأمانةٍ
نشر الثقافةَ بالسلامِ الأخضرِ
رسمتْ مآذنُهُ عهودَ نضالهِ
ضدَّ التعصُّبِ دون أيِّ تعثُّرِ
حِصنُ الهُويَّةِ والعقيدةِ والنُّهى
والوعظِ والإرشادِ دون تحجُّرِ
فيه المعاهدُ والمدارسُ تزدهي
بالعلمِ والوعي الأصيلِ المُبصرِ
وبها كنوزُ البحثِ مكتبةٌ لها
حفِلتْ بكل مراجعٍ لمُفَكِّرِ
كم حاربوا كم كافحوا فكرًا غزا
بعضَ العقولِ، بحكمةٍ وتدبرِ!
قرعًا على رأسِ الذين تجرؤوا
بالزورِ والبهتانِ شأنَ المفتري
أبناؤهُ انتشروا بكل مساحةٍ
وحصادُهُ مثلُ الربيعِ المُزهرِ
رمزُ التسامحِ والتكافلِ شأنُهُ
بالشرحِ والتبليغِ دون تضجُّرِ
فتَحِيةٌ لكبيرهِ وإمامهِ
شيخِ المشايخِ والإمامِ الأكبرِ
وتحيةٌ لشيوخهِ، طُلابهِ
أهلِ المبادئِ والطريقِ الأندرِ
صلى الإلهُ على النبيِّ المصطفى
خيرِ الأنامِ الطاهرِ المُتدثرِ
والآلِ آلِ البيتِ أهلِ عباءةٍ
نسلِ البتولِ وقد زكتْ والحيدرِ