قبل كل بطولة أو معسكر، يتكرر نفس المشهد، جهاز المنتخب الأولمبي «يترجّى» الأندية أن تسمح للاعبيها بالالتحاق، وكأننا نطلب المعروف لا نقوم بواجب وطني!
المنتخب الأولمبي مقبل على تصفيات كأس آسيا تحت 23 سنة، بطولة المرحلة التي تعتبر في كل دول العالم محطة أساسية لتجهيز المنتخب الأول، إلا عندنا!
عندنا، المنتخب الأولمبي يعاني من شبهة «الدرجة الثانية»، يُعامل كأنه فريق احتياط في لعبة فيديو، لا يعرف له أحد أهمية ولا يُخصص له وقت ولا حتى لاعبون!
الأندية «ما عندها وقت»، عندها مشاركات، ودّيات، ومعسكر «دايخة» للتحضير لبطولات تخرج فيها من الأدوار التمهيدية، كل شيء عندهم أهم من المنتخب.
وهنا يطرح سؤال بسيط جداً: لماذا الدولة تصرف وتدعم الأندية وتمنحها منشآت ورواتب وميزانيات؟ من أجل الشعار؟ أو البث التلفزيوني؟ لا يا سادة، بل من أجل المنتخب، من أجل أن تثمر هذه المصاريف ذهباً وإنجازات في المحافل القارية والدولية، لكن للأسف، كثير من إدارات الأندية تتعامل مع المنتخب وكأنه عبء إضافي وليس غاية وطنية، وكأنهم يقولون: «ليش نضحي بلاعبينا؟ المنتخب مو أهم من مشاركتنا في دوري ودي أو مباراة تحضيرية!».
تفكيرهم مقلوب تماماً، فبدل أن تكون مشاركتهم في البطولات المحلية وسيلة لتأهيل اللاعبين لخدمة المنتخب، أصبح المنتخب بالنسبة لهم مجرد «مقاطع وقت» يعطل خططهم التدريبية!
هل يعقل أن تصبح مباراة تنشيطية أهم من تمثيل الوطن؟ هذا منطق لا يستقيم، إلا عند من وضع مصلحة ناديه فوق كل اعتبار، حتى فوق العلم!
هكذا، ببساطة يعتذرون، يؤجلون، يختلقون أعذاراً، وبعضهم يمكن يسحب اللاعب بكتاب رسمي بحجة «الشد العضلي الذهني».
هل الحل صعب؟ لا أبداً، في الدول التي تحترم نفسها ومنتخباتها، يُفرَض على الأندية احترام التزامات المنتخبات بقوة القانون، أما عندنا، فنحن ننتظر أن «يقتنع» النادي ويحنّ قلبه، وكأن المنتخب متسول، لا يمثل دولة.
بنلتي
إذا كان المنتخب الأولمبي سيبقى في قائمة «الخيارات الثانوية»، فمتى نرى منتخباً أول قوياً؟
الرديف الضعيف لا يصنع أساساً متيناً، ولا منتخباً بطلاً... بل فقط عذراً جديداً بعد كل خسارة!