رغم تزايد الانتقادات الدولية إزاء معاناة أكثر من مليوني فلسطيني جراء نقص الماء والطعام والوقود بالمنطقة المحاصرة التي توجه خطر المجاعة، صادق مجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسية والأمنية «الكابينت» على خطة عسكرية تقضي بالسيطرة على كامل مساحة قطاع غزة، في خطوة يتوقع أن تستمر نحو 6 أشهر، وتركّز على احتلال مدينة غزة مركز القطاع الذي يحمل الاسم نفسه والمخيمات الرئيسية المكتظة بالسكان بوسطه.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن المصادقة على خطة السيطرة الكاملة، التي دفع لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء اليمين المتطرف، جاءت بعد مناقشة عدة سيناريوهات تنفيذية أعدها الجيش خلال الأيام الأخيرة، رغم معارضة رئيس هيئة الأركان إيال زامير لفكرة إعادة احتلال القطاع من حيث المبدأ.
وأضافت أن الخطة المركزية التي دعمها نتنياهو تتمحور حول «تنفيذ عملية عسكرية واسعة لاحتلال مدينة غزة ومخيمات اللاجئين في وسط القطاع»، لافتة إلى أن العملية ستستمر نحو نصف عام، وتتطلب تعبئة واسعة لقوات الاحتياط ضمن استراتيجية وصفتها بـ«أقصى قوة في أقصر وقت». ونقلت الهيئة عن مصدر إسرائيلي مطّلع قوله، إن «فرص استئناف المفاوضات مع حماس شبه معدومة»، لافتة إلى أن الدول الوسطاء يواصلون عبر الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على الدولة العبرية لعدم تنفيذ خطة السيطرة العسكرية، إضافة إلى الضغط على الحركة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات.
وقبيل انعقاد الاجتماع، شدد رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير الذي سرب أنه يعارض توجه نتنياهو نحو إعادة احتلال القطاع، وحذّر من أن ذلك سيؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف القوات، إضافة إلى تعريض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر، على «مواصلة التصرف بمسؤولية وفقاً لمصلحة دولة إسرائيل وأمنها».
وقال زامير: «سنواصل التعبير عن مواقفنا دون خوف، بشكل موضوعي، مستقل ومهني»، مضيفاً «نحن لا نتعامل مع النظريات، نتعامل مع مسائل حياة أو موت، مع الدفاع عن الدولة، نقوم بذلك ونحن ننظر مباشرة في عيون جنودنا ومواطني الدولة».
وأكد زامير «نحن عازمون على هزيمة وإسقاط حماس، وسنواصل العمل وعيوننا على رهائننا، وسنفعل كل ما في وسعنا لإعادتهم».
واختتم قائد الجيش حديثه بالقول: «سنُحبط التهديدات وهي في طور التكوين بجميع الجبهات»، زاعماً أن الجيش لديه القدرة على إقامة حدود آمنة جديدة وسط الاستمرار في ضرب «حماس».
وجاء ذلك في وقت وجهت عائلات أسرى الاحتلال نداءً إلى زامير، قائلة: «لا تكن شريكاً في التضحية بالأسرى».
وفي تحرك موازٍ، انطلق أسطول بحري يعود لعائلات المحتجزين الإسرائيليين نحو سواحل غزة، من أجل مناشدة قادة الجيش عدم اتخاذ خطوات قد تعرض حياة المحتجزين للخطر أو تمنع فرصة إعادتهم.
قصف وتجويع
ميدانياً، قتل القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق القطاع 22 فلسطينياً من بينهم أطفال و5 من منتظري المساعدات أمس.
وبينما ذكرت سلطات القطاع أن ما تم إدخاله حتى الآن من المساعدات الإنسانية لا يتجاوز 14% من الحصة المفترضة حيث يمنع الاحتلال إدخال نحو 6600 شاحنة إغاثية، أفاد «برنامج الأغذية العالمي» بأن ثلث سكان غزة يمضون أياماً من دون الحصول على طعام.
من جهته، ذكر السفير الأميركي لدى تل أبيب مايك هاكابي أن واشنطن ستمول زيادة مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمن أميركية خاصة بغزة من 4 إلى 16، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع في القطاع يتعدى كونه كارثياً وأن مزيداً من الأشخاص قُتلوا وأصيبوا سواء على طول طرق قوافل الإغاثة أو في مواقع إقامتهم.
«الأوروبي» و«الإسلامي»
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، وصفت نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا، ما يحدث في غزة بأنه «يشبه كثيراً الإبادة الجماعية».
وقالت: «ما نراه هو محاصرة شعب لا يجد مأوى وتدميره وحرمانه من الحصول على الطعام أو الماء أو الدواء وقصفه أو إطلاق النار عليه في أثناء محاولة الحصول على مساعدات إنسانية».
وأضافت: «لا وجود للإنسانية، وليس مسموحاً لأحد أن يشهد على ما يجري». وشددت على أن الاتحاد الأوروبي يتعين عليه النظر في فرض عقوبات وتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل.
في شأن قريب، أخلت شركة «العال» الإسرائيلية مكتبها في باريس على خلفية تعرضه لهجوم من نشطاء قاموا بكتابة شعارات معادية على جدرانه، فيما حظرت سلوفينيا استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة وضعتها في إطار الرد على سياسة حكومة نتنياهو التي تقوض فرص السلام الدائم.
وأمس، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، منظمة التعاون الإسلامي ونظيريه التركي والسعودي، إلى عقد اجتماع طارئ لبحث الكارثة الإنسانية الجارية، والتنسيق من أجل تقديم مساعدات عاجلة، ومناقشة تداعيات توجه الكيان الصهيوني لاحتلال غزة بشكل دائم.
استيطان وتجسس
إلى ذلك، قام وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بزيارة إلى مستوطنة «سانور» قرب جنين شمالي الضفة، للاحتفال بإعادة ضمها لمجلس استيطاني إسرائيلي أخيراً بعد سنوات من إخلائها ضمن خطة «فك الارتباط» الإسرائيلية.
ولدى وصوله إلى المستوطنة ظهر سموتريتش في مكان كُتبت فيه شعارات غرافيتي، من بينها: «شعب إسرائيل يعود إلى سانور» و«الموت للعرب».
من جهة ثانية، أثار تقرير نشرته صحيفة «غارديان» البريطانية، يكشف عن تعاون وثيق بين الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وشركة «مايكروسوفت»، غضباً على منصات التواصل الاجتماعي.
ويفيد التقرير بأن هذا التعاون يستهدف مراقبة وتخزين جميع المكالمات الهاتفية التي يجريها الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة، وهو ما يعد أحد أكبر مشاريع التجسس العالمية عبر منصة «أزور السحابية».
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، أن المصادقة على خطة السيطرة الكاملة، التي دفع لها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزراء اليمين المتطرف، جاءت بعد مناقشة عدة سيناريوهات تنفيذية أعدها الجيش خلال الأيام الأخيرة، رغم معارضة رئيس هيئة الأركان إيال زامير لفكرة إعادة احتلال القطاع من حيث المبدأ.
وأضافت أن الخطة المركزية التي دعمها نتنياهو تتمحور حول «تنفيذ عملية عسكرية واسعة لاحتلال مدينة غزة ومخيمات اللاجئين في وسط القطاع»، لافتة إلى أن العملية ستستمر نحو نصف عام، وتتطلب تعبئة واسعة لقوات الاحتياط ضمن استراتيجية وصفتها بـ«أقصى قوة في أقصر وقت». ونقلت الهيئة عن مصدر إسرائيلي مطّلع قوله، إن «فرص استئناف المفاوضات مع حماس شبه معدومة»، لافتة إلى أن الدول الوسطاء يواصلون عبر الولايات المتحدة ممارسة ضغوط على الدولة العبرية لعدم تنفيذ خطة السيطرة العسكرية، إضافة إلى الضغط على الحركة الفلسطينية للعودة إلى المفاوضات.
وقبيل انعقاد الاجتماع، شدد رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير الذي سرب أنه يعارض توجه نتنياهو نحو إعادة احتلال القطاع، وحذّر من أن ذلك سيؤدي إلى خسائر فادحة في صفوف القوات، إضافة إلى تعريض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر، على «مواصلة التصرف بمسؤولية وفقاً لمصلحة دولة إسرائيل وأمنها».
وقال زامير: «سنواصل التعبير عن مواقفنا دون خوف، بشكل موضوعي، مستقل ومهني»، مضيفاً «نحن لا نتعامل مع النظريات، نتعامل مع مسائل حياة أو موت، مع الدفاع عن الدولة، نقوم بذلك ونحن ننظر مباشرة في عيون جنودنا ومواطني الدولة».
وأكد زامير «نحن عازمون على هزيمة وإسقاط حماس، وسنواصل العمل وعيوننا على رهائننا، وسنفعل كل ما في وسعنا لإعادتهم».
واختتم قائد الجيش حديثه بالقول: «سنُحبط التهديدات وهي في طور التكوين بجميع الجبهات»، زاعماً أن الجيش لديه القدرة على إقامة حدود آمنة جديدة وسط الاستمرار في ضرب «حماس».
وجاء ذلك في وقت وجهت عائلات أسرى الاحتلال نداءً إلى زامير، قائلة: «لا تكن شريكاً في التضحية بالأسرى».
وفي تحرك موازٍ، انطلق أسطول بحري يعود لعائلات المحتجزين الإسرائيليين نحو سواحل غزة، من أجل مناشدة قادة الجيش عدم اتخاذ خطوات قد تعرض حياة المحتجزين للخطر أو تمنع فرصة إعادتهم.
قصف وتجويع
ميدانياً، قتل القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق القطاع 22 فلسطينياً من بينهم أطفال و5 من منتظري المساعدات أمس.
وبينما ذكرت سلطات القطاع أن ما تم إدخاله حتى الآن من المساعدات الإنسانية لا يتجاوز 14% من الحصة المفترضة حيث يمنع الاحتلال إدخال نحو 6600 شاحنة إغاثية، أفاد «برنامج الأغذية العالمي» بأن ثلث سكان غزة يمضون أياماً من دون الحصول على طعام.
من جهته، ذكر السفير الأميركي لدى تل أبيب مايك هاكابي أن واشنطن ستمول زيادة مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمن أميركية خاصة بغزة من 4 إلى 16، فيما حذرت الأمم المتحدة من أن الوضع في القطاع يتعدى كونه كارثياً وأن مزيداً من الأشخاص قُتلوا وأصيبوا سواء على طول طرق قوافل الإغاثة أو في مواقع إقامتهم.
«الأوروبي» و«الإسلامي»
وعلى صعيد ردود الفعل الدولية، وصفت نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية تيريزا ريبيرا، ما يحدث في غزة بأنه «يشبه كثيراً الإبادة الجماعية».
وقالت: «ما نراه هو محاصرة شعب لا يجد مأوى وتدميره وحرمانه من الحصول على الطعام أو الماء أو الدواء وقصفه أو إطلاق النار عليه في أثناء محاولة الحصول على مساعدات إنسانية».
وأضافت: «لا وجود للإنسانية، وليس مسموحاً لأحد أن يشهد على ما يجري». وشددت على أن الاتحاد الأوروبي يتعين عليه النظر في فرض عقوبات وتعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل.
في شأن قريب، أخلت شركة «العال» الإسرائيلية مكتبها في باريس على خلفية تعرضه لهجوم من نشطاء قاموا بكتابة شعارات معادية على جدرانه، فيما حظرت سلوفينيا استيراد منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة وضعتها في إطار الرد على سياسة حكومة نتنياهو التي تقوض فرص السلام الدائم.
وأمس، دعا وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، منظمة التعاون الإسلامي ونظيريه التركي والسعودي، إلى عقد اجتماع طارئ لبحث الكارثة الإنسانية الجارية، والتنسيق من أجل تقديم مساعدات عاجلة، ومناقشة تداعيات توجه الكيان الصهيوني لاحتلال غزة بشكل دائم.
استيطان وتجسس
إلى ذلك، قام وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بزيارة إلى مستوطنة «سانور» قرب جنين شمالي الضفة، للاحتفال بإعادة ضمها لمجلس استيطاني إسرائيلي أخيراً بعد سنوات من إخلائها ضمن خطة «فك الارتباط» الإسرائيلية.
ولدى وصوله إلى المستوطنة ظهر سموتريتش في مكان كُتبت فيه شعارات غرافيتي، من بينها: «شعب إسرائيل يعود إلى سانور» و«الموت للعرب».
من جهة ثانية، أثار تقرير نشرته صحيفة «غارديان» البريطانية، يكشف عن تعاون وثيق بين الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وشركة «مايكروسوفت»، غضباً على منصات التواصل الاجتماعي.
ويفيد التقرير بأن هذا التعاون يستهدف مراقبة وتخزين جميع المكالمات الهاتفية التي يجريها الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة، وهو ما يعد أحد أكبر مشاريع التجسس العالمية عبر منصة «أزور السحابية».