نحن نحرث الأرض، ونزرعها، ونركض خلف أرزاقنا فوق ترابها، لكن الله اختار أن يقول لنا «وفي السماء رزقكم وما توعدون». لم يقل: وفي الأرض رزقكم، رغم أننا نعيش عليها، ونأكل منها، ونموت فيها، لأنه يعلم أن الأرض تُظهر الرزق، لكن السماء تكتبه، وتُنزلُه، وتقدِّره.
السماء ليست فقط ما تُمطره علينا من ماء، بل ما تُمطره علينا من رحمة، وحظ، وقدر، ووعد. رزقك ليس في جيبك، بل في سطرٍ كُتب باسمك، هناك في الأعلى، لا يُخطئك. وما وُعِدت به من فرج، أو نجاة، أو جنة، فهو هناك أيضاً... في السماء.
في السماء تُرفع الدعوات، وفي السماء تُحفظ الدموع، وفي السماء تُوزَّع الأرزاق. فلا تتعلَّق بمَنْ أغلق بابه في وجهك، ولا تحزن إن تأخر رزقك على الأرض، لأنك لم تُخلق لتُرزق من التراب، بل من فوق سبع سماوات.
بالمختصر: مَنْ ظن أن رزقه من الأرض عاش قلقاً، ومَنْ أيقن أنه من السماء عاش مطمئناً.
دمتم بود