شارك الباحثان فهد الشمالي وطارق مال الله في فعاليات البرنامج الصيفي «معاً لجيل يصنع التغيير»، الذي تنظمه جامعة الكويت، ممثلة بمركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر.
عُقد البرنامج في مدينة صباح السالم الجامعية، مستهدفاً فئة الأطفال من 8 إلى 12 سنة، ضمن إطار يدمج التعليم بالترفيه، ويعزز الوعي بالتراث الوطني الكويتي.
وعن مشاركته، قال الشمالي إنها تأتي ضمن رؤيته في نشر الثقافة التراثية، وتعزيز الهوية الوطنية لدى الأجيال الجديدة، من خلال التعاون الفعَّال مع مؤسسات التعليم والمجتمع المدني.
وفي عرضٍ تفاعلي ثري بالمعلومات، قدَّم نبذة تاريخية عن العملات التي تم تداولها في الكويت، مُسلطاً الضوء على أول عملة رسمية أصدرها مجلس النقد الكويتي في 1 أبريل 1961، والتي شملت أوراقاً نقدية ومسكوكات معدنية، جاءت لتحل محل العملات المتداولة سابقاً، مثل الروبية الهندية.
وتناول الشمالي تاريخ جزيرة فيلكا، مبيناً أن أول عملة تاريخية اكتُشفت فيها تعود إلى حوالي 300 سنة قبل الميلاد، حيث اكتُشفت حملات التنقيب بفيلكا بين عامَي 1957 و1958، وتُعد جزءاً من المُكتشفات الأثرية المهمة التي تؤكد دور الجزيرة كمركز تجاري وحضاري بارز في تلك العصور.
وبيَّن أن الدلائل الأثرية تشير إلى أن الجزيرة كانت مأهولة منذ الألفية الثانية قبل الميلاد، وشهدت تعاقب حضارات عظيمة، كحضارة دلمون، والحضارة الهيلينستية الإغريقية.
واستعرض خلال حديثه التاريخ العريق للجزيرة، حيث تُعد إحدى أبرز الجُزر الكويتية، إذ عُرفت بالاستيطان منذ العصر البرونزي، وكانت مركزاً تجارياً نابضاً بالحياة، وموقعاً استراتيجياً، وخلفت إرثا ثقافياً واقتصادياً لاتزال ملامحه راسخة في الذاكرة الوطنية والتراث الكويتي.
من جانبه، قدَّم مال الله ورشة تطبيقية مميزة للأطفال، صنع خلالها نموذجاً لمجسَّم البوم الكويتي، وهو أحد أشهر أنواع السُّفن التقليدية الكويتية، موضحاً للمشاركين كيفية بناء الأضلاع الخشبية للسفينة يدوياً، كما قدَّم شرحاً مبسطاً عن الحياة اليومية في البحر، وأدوار البحارة، إضافة إلى أنواع الملابس التي كانت تُستخدم في الماضي أثناء رحلات الغوص والتجارة.
وذكر أن المشاركة هدفت إلى تنمية الوعي التاريخي لدى النشء، وتعريفهم بتراث الكويت البحري والاقتصادي، في جوٍ من التفاعل المباشر والتجربة الحيَّة التي تحاكي حياة الأجداد.