مما لا شك فيه أن الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وعلى رأسه الشيخ أحمد اليوسف، يبذل جهداً ملموساً ومشكوراً في محاولة إنعاش المسابقات المحلية عبر إقناع جهات حكومية أو خاصة بالدخول على خط المشاركة بفرق تمثلها في مسابقات الاتحاد، وهو جهد يُحسب له، لا عليه، وخطوة تستحق الإشادة على مستوى المبادرة والحراك، في ظل خمول رسمي طويل المدى تجاه قضية باتت مزمنة.

لكن السؤال البسيط والمزعج في الوقت نفسه: هل هذا هو الحل الحقيقي والمستدام؟ هل نُعوّل على مزاج شركة، أو توقيع وزير، أو «نخوة» مؤسسة، لنعالج أزمة ضعف المشاركة في المسابقات؟ وهل نضمن أن هذه الفرق ستبقى، أم أنها مجرد «فزعة موسمية»؟ فالحقيقة أننا أمام حلول مؤقتة، لا تبني قاعدة، ولا تؤسس لمستقبل.

Ad

الواقع يقول إن الفرق المشاركة من هذه الجهات قد تُعامل وكأنها «مشاريع موسمية»، يظهر فريق فجأة، ثم يختفي! ولأن الدعم الرسمي غائب أو هزيل، فإن استمرارية هذه الفرق مرتبطة بـ «الهوى الإداري» أكثر من أي خطة طويلة الأمد، فاليوم يشارك فريق يتبع لجهة حكومية لأنه ببساطة وافق المسؤول المتحمس لكرة القدم، وغداً يأتي مسؤول جديد يقول: «ما لنا شغل بالرياضة»، فيغلق الملف وتُطوى الصفحة، ويختفي الفريق كما ظهر، كأنه لم يكن ونعود إلى المربع الأول، ومع كل تغيير، نخسر فريقاً، وجمهوراً، وربما مواهب كانت تنتظر فرصة... هل هذه كرة قدم؟ هل هذه منظومة؟ أم مجرد «ترقيع في ترقيع»؟

لقد قلناها مراراً وتكراراً – حتى ملّت الحروف من تكرارها – إن الحل الجذري لمشكلة قلة الفرق ليس في «الاستعارة» من المؤسسات، بل في «الإشهار» الحقيقي لأندية جديدة واضحة المعالم، تملك منشآت وفرقاً وأهدافاً وبرامج تنموية ورياضية حقيقية وهيكلية واضحة ودعماً ثابتاً لا مزاجياً، ترفد المنتخبات وتبني القاعدة، أما البقاء على سياسة «يلا نلم فرق من وين ما نقدر»، فهي سياسة استهلاكية، تؤدي فقط إلى مزيد من التخبط، ومزيد من الفجوات في التنظيم والتخطيط، لا سيما وأن المشكلة لا تخص اتحاد القدم وحده، فبقية الاتحادات تقف في طابور الانتظار، تراقب «الوصفة السحرية»، علّها تجد لها ممولاً أو جهة تتكفل بفريق أو تشارك بشعار، لكنها – بكل واقعية – لن تقدر على السير بنفس الطريقة، لأن دعم المؤسسات غير مضمون، واهتمامها باللعب محدود وموسوم بالضبابية.

بنلتي

ترقيع الموسم بمشاركين تحت بند «الصدفة والنية الطيبة» يبقي رياضتنا بلا قاعدة حقيقية، وبلا بنية تحتية، أو خطة واضحة، فقط اجتهادات فردية، تصيب أحياناً، وتخذلنا كثيراً.