أول العمود:
في عزاء الفنان زياد الرحباني إشارة تقدير للفن الرفيع.
****
يقول أحد الأصدقاء ممن تقاعد عن التدريس في الجامعة إنه بدأ يشعر بفراغ قاتل بجلوسه بلا عمل بعد مرور شهرين من تركه الوظيفة... وأجزِم بأن هذا حال الآلاف مع الأسف.
تتراوح أعداد المتقاعدين الجدد عن العمل في القطاعات المختلفة سنويا ما بين 5 و9 آلاف شخص، وبحسب إحصاء تقريبي يصل إجمالي المتقاعدين اليوم إلى نحو 186 ألف شخص، وهو عدد كبير مقابل الموظفين الفعليين الذين يصل تعدادهم التقريبي إلى نحو 500 ألف شخص.
واقعياً لا توجد أي خطط رسمية أو أهلية للتعامل مع هذا الكم الكبير من المتقاعدين في مجتمع صغير، استهلاكي، منخفض المشاريع المستوعبة للتوظيف أو إعادة التوظيف، أعداد منهم بدأت تغزو المقاهي والمجمعات التجارية صباحاً ومساء وهم في سن متوسطة قابلة للعطاء.
التقاعد كلمة ذات دلالة سلبية، مقرونة بمصطلح «بَطّالي» كما في اللهجة المحلية، وكثير من هذه الأعداد كانت متقاعدة أصلاً وهي على مقاعد الوظيفة بسبب البطالة المقنعة، هذا إضافة إلى أن فترة التقاعد الفعلي يجد فيها هؤلاء أنفسهم كأنهم كم مهمل، لا أحد يهتم بشؤونهم أو الاستفادة منهم، بل يصل الأمر إلى حد امتهان بعضهم اجتماعياً بتكليفهم بأعمال خدمية تحت مقولة «دام ماعندك شغل ومتقاعد» فيتحول إلى «سائق» أو «مطراش»!
في الدول المتقدمة هناك عشرات السياسات المتبعة التي تعيد توظيف المتقاعد في قنوات توظيف تُعنى بالتدريب وريادة الأعمال والاستفادة من تجارب النجاح التي قدموها في حياتهم الوظيفية والنظر لهم كجزء من الثروة الوطنية.
في النهاية، نؤمن بحرية الإنسان في أن يستغل تقاعده عن العمل بما يريد ويشتهي، لكن لا شك في أن العديد منهم يرغب في إشغال وقته بما يفيد صحته و«جيبه».