ما بين خبرين صدرا في التوقيت نفسه، وقف المتابع الكويتي حائراً: هل يفرح أم يتحسر؟

الأول كان مفرحاً – ولو من باب المجاملة الوطنية – إذ تمت تزكية الكويتي بدر الذياب رئيساً للاتحاد الآسيوي لكرة اليد، أما الثاني فكان مضحكاً مبكياً، إذ تنافس كويتيان آخران، فيصل باقر وقايد العدواني، على منصب «أمانة الصندوق» في الاتحاد نفسه!

Ad

المؤلم أن هذا ليس السيناريو الأول ولن يكون الأخير، طالما بقيت ثقافة «أنا أو لا أحد» تحكم عقليات من يفترض أنهم يمثلون الرياضة الكويتية، وكأننا لا نريد أن نتعلم، وكأننا مصممون على تصدير خلافاتنا الداخلية إلى المحافل الخارجية، حتى لو كلفنا ذلك مناصب ومكاسب رياضية ثمينة، ألا يكفي أننا خسرنا رئاسة المجلس الأولمبي الآسيوي بسبب صراع مشابه؟ هل نسينا أن النتيجة كانت إلغاء نتائج الانتخابات وتعيين رئيس مؤقت للمجلس، وخرجنا من الباب الخلفي، بينما ذهبت المنصة لغيرنا؟ فقط لأننا لم نحسن التفاهم، ولم نعرف معنى الجلوس على طاولة واحدة!

شخصياً، لا يهمني من يتولى المنصب الدولي. فالمهم – بل الأهم – أن ينعكس هذا الوجود الكويتي الخارجي على الداخل الرياضي فعلاً، لا أن يتحول إلى وسيلة لتعبئة السير الذاتية أو دخول قوائم المجاملات.

ربما آن الأوان لأن نعيد النظر في آلية ترشيح ممثلينا، بل لعلنا بحاجة إلى إعادة النظر جذرياً في معايير الترشح للمناصب الدولية، وأهمها: الكفاءة، والقدرة على العمل الجماعي، وفوق ذلك التواضع والنية في خدمة الكويت، لا الذات، كما يجب أن تكون الضوابط واضحة، وعلى رأسها تأهيل كوادر وطنية شابة تمثل الكويت وتخدمها فعلاً، لا أن نبقى أسرى لأسماء محددة تترشح وتتنافس وتتشاجر ثم تجلس على الكرسي عقوداً، فقط لتضيف سطراً جديداً في سيرتها الذاتية.

بنلتي

نعم، مبروك للرئاسة... لكننا نحتاج إلى منصات تصنع الفارق، لا منابر يتقاتل عليها الأبناء ليفوزوا بـ«الكرسي»... ويخسر الوطن.