وقعتُ بالمصادفة على مقال منشور بتاريخ 13 ديسمبر 2019، في جريدة الجريدة عن شخصية فريدة من نوعها، هو فضل اليافعي، المعروف بـ «أبو ريان».

وكان الكاتب يتحدَّث عن بوريان حديث العارف المُحب، فأصاب في وصف الرجل ومكانته، وأجاد التعبير عن روح لا تعرف الغربة رغم بُعدها، لأنها تحمل الوطن في قلبها، وتزرعه حيثما حلَّت. لقد وصف الرجل كما نعرفه، وكما يعرفه كل مَنْ مرَّ به، أو جاوره، أو عرف معدنه. لم يكن عابراً في صبنجة، بل كان واحداً من معالمها، وجه يمنيّ بملامح عربية أصيلة، جمع بين بشاشة الوجه وكرم النفس وصِدق المشاعر. جعل من بيته (قصر الريان) مأوى لكل مغترب ويمني وعربي، فأعاد لقلوب الغرباء معنى الدفء والانتماء.

Ad

كلماتك يا أستاذ عامر لم تكن وصفاً عابراً، بل كانت شهادة حقيقية، صادقة، أعادت تسليط الضوء على رجلٍ عاش للناس، ووهب من وقته وجهده وسعة صدره للطلبة اليمنيين، والمُحتاجين، وكل مَنْ طرق بابه. وإن كان حُب أبوريان لصبنجة قد بدا واضحاً، فإن حُبه لمسقط رأسه يافع لا يقلُّ عنه، بل يفوقه عُمقاً وتأصلاً. فمثلما أحبته صبنجة وأهلها، أحب هو تراب يافع وأهلها، وسخَّر كثيراً من وقته وجهده وماله لخدمة وطنه، عبر مشاريع ومبادرات لا يتسع المقام لحصرها.

سواء في دعم الطرقات، أو بناء المدارس، أو دعم التعليم، أو خدمة المجتمع، كانت بصماته واضحة لا تُخطئها عين. ولم يعد اسمه معروفاً في يافع فقط، بل امتد أثره ليشمل الوطن عموماً، حتى أصبح أشهر من نار على علم، يُضرب به المثل في الكرم، والرجولة، والمواقف النبيلة. فشكراً لك مرَّة أخرى، لأنك أنصفت رجلاً قلَّ مثله، وكتبت عنه بصدق يُحترم، وعدسة ترى بصفاء، وقلب يعرف كيف يميز الأصيل حين يراه.

* إعلامي يمني