أعرب المخرج حمد نوري عن سعادته وفخره بمشاركة فيلمه «روح القدس» في مهرجان الجزائر الدولي، ومهرجان جوائز سبتيموس 2025 في هولندا، بعد فوزه بجائزة مهرجان كان في فرنسا، مؤكداً أن اختيار الفيلم من بين مئات الأعمال على مستوى العالم هو إنجاز كويتي جديد، وانتصار فني ودعم للقضية الفلسطينية، التي تفرض سطوتها في كل المحافل، ومنها الفنية أيضاً.
وأوضح أن مهرجان الجزائر الدولي ينطلق بدعم من وزارة الثقافة الجزائرية من 4 إلى 10 ديسمبر المقبل في الجزائر العاصمة، فيما ينطلق مهرجان جوائز سبتيموس 2025 على خشبة مسرح توشينسكي بأمستردام في 3 سبتمبر القادم، ويُقام حفل توزيع الجوائز في اليوم التالي (4 سبتمبر)، بحضور العديد من الشخصيات البارزة، منهم فائزون بجوائز الأوسكار وستيدمان غراهام (شريك أوبرا وينفري)، الذي سيشارك في جلسة النقاش، وسيقدِّم ورشة عمل خاصة في اليوم الأول.
وحول «الوثائقي»، قال نوري: «عبر التاريخ وثَّق وكَتَب الرواة والمؤرخون عن المسجد الأقصى وأكنافه، وما صاحبه من أحداثٍ وتحوُّلات، لكننا حاولنا تناول قصة الأقصى من رؤية مخلتفة، فكان ذلك منطلقاً للولوج في روح الأقصى ومدينته، ومساراً مختلفاً في الرؤية، حيث تم تناول قصة القدس بشكلٍ مختلف يستعرض واقع بيت المقدس، بما يحويه وما حوله من مواقع تاريخية».
وعن الصور المرئية الحيَّة لبيت المقدس، قال إن نبض الروح في الحجر كان هدفاً منذ مقدمة الفيلم، حيث تم استعراض مختلف المواقع التاريخية داخل الأقصى بأسلوب يجعل المشاهد يشعر وكأنه يراها لأول مرة، فكان هذا الطرح التجديدي من زوايا مختلفة تغوص في أعماق روح المكان، ونفوس أهله، برواية قصصية تعكس حاضر وواقع تلك البقعة المقدَّسة، مصحوباً برواية قصصية تعبِّر عن أحداث الفيلم، التي تجوَّلت في الجامع القبلي، ومسجد قبة الصخرة، وحائط البراق والباحات، إضافة إلى مواقع تاريخية أخرى في البلدة القديمة، كبلدة سلوان، وكنيسة القيامة، وسوق القطانين، وكذلك مستشفى المقاصد الذي يخدم المنطقة، ومسجد المطار.
وذكر نوري أن سيناريو الفيلم عبارة عن ترتيب حدثي قصصي، حيث كانت البداية عن تاريخ القدس، ثم التعريف بالأماكن، خصوصاً المسجد الأقصى، وشعور الزوار والسكان والعاملين في سوق القطانين، وفي مستشفى المقاصد، فالانتقال إلى مرحلة جديدة، المتمثلة في الصمود والتحدي والإصرار، وصولاً للمرحلة الأخيرة من أحداث الفيلم، وهي أمل التحرير القائم في نفوس المقدسيين.
وحول صعوبات التصوير في مسجد عمر بن الخطاب ومأذنته من الداخل، التي من النادر جداً أن يدخلها الزائرون، أكد نوري أنه نجح في اقتحام أسرار القدس، والولوج إلى أماكن صعبة الوصول، حتى يشعر المتلقي وهو يرى تلك البقاع المقدَّسة كأنه يستمع للتاريخ مجسَّداً، وهو يروي له حكايته على لسان الشيخ المسن والمسؤول والناشط والعامل، الذين يتشاركون جميعاً في مخزون إيماني ثقافي روحي تسلَّحوا به، إيماناً بقضيتهم، والذي يساعدهم على الصمود في وجه العدوان الوحشي.
وأكد أن أهمية الفيلم تكمن في اعتباره وثيقة تاريخية تُضاف إلى صفحات تاريخ القدس، ووسيلة لتوصيل المشاعر للمتلقي، وغرس مفهوم روح القدس لديه، وتثبيت المعلومات بأسلوب بسيط غير متكلف، مما يؤدي بالنهاية إلى جذب أكبر عددٍ من المشاهدين والداعمين للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة.
جدير بالذكر، أن نوري قدَّم عدة أعمال درامية ومنوعات بتلفزيون الكويت، منها مسلسل «رحى الأيام» مع الفنانين: جاسم النبهان، ونور ومشاري البلام، وأحمد العونان، ومحمد الحملي، وغيرها من المسلسلات والبرامج والأفلام الوثائقية التي حققت صدى كبيراً محلياً ودولياً.