تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية في نصرة الشعب الفلسطيني، أعلنت وزارة الشؤون الاجتماعية إطلاق حملة إغاثية عاجلة لقطاع غزة.
وقالت مديرة إدارة الجمعيات الخيرية والمبرات بالإنابة في «الشؤون»، إيمان العنزي، في تصريح صحافي أمس، إن الوزارة وافقت على فتح باب التبرعات المالية لمدة 3 أيام بدءاً من الأحد المقبل، عبر الروابط الرسمية المعتمدة لكل جمعية مختصة بالعمل الإغاثي ومشاركة في الحملة، كما سمحت بجمع التبرعات العينية من المواد الغذائية اعتباراً من اليوم لبقية الجمعيات والمبرات، وفق الضوابط المعتمدة.
وأوضحت أن الجمعيات والمبرات المشاركة تلتزم بشراء المواد الغذائية حصراً من شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية، مشددة على أن «الشؤون» تتابع سير الحملة، وتحرص على توفير البيئة التنظيمية والرقابية التي تضمن نجاحها وتحقيق أهدافها الإنسانية.
إلى ذلك ومع استمرار تدفق مشاهد الكارثة الإنسانية التي يرزح سكان غزة تحت وطأتها جراء حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل، حظيت جهود تنفيذ «حل الدولتين» لتسوية القضية الفلسطينية سلمياً بانتفاضة غربية شملت إعلان 14 دولة، من بينها كندا وأستراليا العضوان بمجموعة العشرين، عزمها الاعتراف إلى جانب فرنسا وبريطانيا بدولة فلسطين أمس.
وأطلق وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في ختام مؤتمر «حل الدولتين» الذي عقد بمقر الأمم المتحدة في نيويورك على مدار 3 أيام، نداءً جماعياً بمشاركة الدول الـ14، وهي بالإضافة إلى كندا وأستراليا: أندورا، وفنلندا، وآيسلندا، وأيرلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والنرويج، والبرتغال، وسان مارينو، وسلوفينيا، وإسبانيا، حث فيه باقي الدول التي لم تتخذ الخطوة على الانضمام إليها.
جاء ذلك غداة «إعلان نيويورك» الذي أطلق في ثاني أيام المؤتمر الذي ترأسه بارو بمشاركة نظيره السعودي فيصل بن فرحان خريطة طريق لتنفيذ «حل الدولتين» في إطار زمني يمتد 15 شهراً.
وفي حين أعرب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عن تقديره وترحيبه بـ «إعلان نيويورك التاريخي»، استعرض رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع عدد من زعماء وقادة الدول، من بينهم رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد ورئيس وزراء أستراليا أنثوني ألبانيزي، ونظيره النيوزيلندي كريستوفر لوكسون، الأحداث في غزة وقرار لندن الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحلول سبتمبر المقبل «ما لم يتم إحراز تقدم ملموس وبدء مفاوضات سلام طويلة الأمد».
وشرح ستارمر جهود حكومته لتمهيد الطريق نحو السلام والأمن في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك الدفع المتجدد لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة لتخفيف المعاناة المروعة.
في موازاة ذلك، دافعت وزيرة النقل البريطانية هايدي ألكسندر عن موقف ستارمر القوي بالاعتراف بدولة فلسطينية، رافضة اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للخطوة بأنها «تكافئ حماس وتعاقب الضحايا في إسرائيل».
في غضون ذلك، ذكر موقع «أكسيوس» أن المبعوث الخاص للبيت الأبيض ستيف ويتكوف توجه إلى الدولة العبرية لبحث الأزمة الإنسانية المتفاقمة بغزة مع احتمال قيامه بزيارة ميدانية لمراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أميركية بالقطاع لإطلاع الرئيس دونالد ترامب على الوضع الميداني بعد تعهده بإيصال الغذاء والدواء للأطفال والنساء.
وقبل ساعات من لقاء ويتكوف بنتنياهو، أفادت تقارير بأن إسرائيل سلمت «حماس» ملاحظاتها على آخر رد للحركة بشأن إبرام صفقة تسمح بتحرير محتجزين إسرائيليين وإقرار هدنة، في وقت جدد عضو مجلس الوزراء الإسرائيلي زئيف إلكين التهديد بضم أجزاء من القطاع لزيادة الضغط على الحركة.
وفي تفاصيل الخبر:
في خطوة تضيق الخناق على سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تخشى زيادة عزلتها الدبلوماسية ومواجهة عقوبات دولية حتى بحال استمرار الولايات المتحدة في استخدام حق «الفيتو» لإحباط قرارات مجلس الأمن الدولي ضدها، دعت فرنسا و14 دولة أخرى، من بينها كندا وأستراليا، العضوان بمجموعة العشرين، أمس، البلدان الأخرى إلى إعلان عزمها الاعتراف بدولة فلسطين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: «في نيويورك، مع 14 دولة أخرى، توجه فرنسا نداءً جماعياً: نعرب عن عزمنا الاعتراف بدولة فلسطين، وندعو الذين لم يفعلوا ذلك حتى الآن إلى الانضمام إلينا».
وإلى جانب فرنسا، وكندا وأستراليا وقعت دول أخرى الدعوة، وهي أندورا، وفنلندا، وآيسلندا، وأيرلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والنرويج، والبرتغال، وسان مارينو، وسلوفينيا، وإسبانيا.
وأعربت تسع دول منها لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية عن «الاستعداد والاهتمام الإيجابي بالاعتراف بها»، وهي أندورا، وأستراليا، وكندا، وفنلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والبرتغال، وسان مارينو.
وجاء ذلك غداة «إعلان نيويورك» الذي أطلق في ختام مؤتمر وزاري رفيع المستوى ترأسه بارو بمشاركة نظيره السعودي فيصل بن فرحان في الأمم المتحدة خريطة طريق لتنفيذ «حل الدولتين» بغضون 15 شهراً ومن أجل تسوية سلمية للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني.
ترحيب ودفاع
في غضون ذلك، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن تقديره وترحيبه بـ»إعلان نيويورك»، ووصفه بأنه خطوة تاريخية نحو تحقيق السلام العادل والشامل وإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ودافعت بريطانيا عن موقف رئيس وزرائها كير ستارمر القوي بالاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر المقبل، إذا لم ينته الوضع المروع في غزة ويتم اتخاذ خطوات لإحلال السلام، رافضة انتقادات إسرئيل بأنه يعاقبها ويكافئ «حماس».
وقالت وزيرة النقل البريطانية هايدي ألكسندر، إن الأمر يتعلق بالشعب الفلسطيني وأطفال غزة الذين يتضورون جوعاً حتى الموت، مضيفة أنها ليست الطريقة الصحيحة لتوصيف خطة بريطانيا الطموحة بشأن إحلال السلام بالشرق الأوسط. وتابعت: «حماس منظمة إرهابية حقيرة ارتكبت فظائع مروعة، لكن الأمر يتعلق بالشعب الفلسطيني».
وأوضحت أن على الجميع أن يزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإلغاء القيود المفروضة على إدخال المساعدات إلى القطاع الذي يعاني من انتشار مجاعة وشح بمياه الشرب.
وليل الثلاثاء ـ الأربعاء، اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ستارمر بأنه «يكافئ حماس ويعاقب القتلى والمصابين الذين سقطوا في هجومها عبر الحدود في عام 2023». كما عبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اعتقاده بأنه لا «يجب مكافأة حماس» بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
رسالة ومطالبة
إلى ذلك، وصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل أمس لإجراء محادثات مع نتنياهو حول الأزمة الإنسانية في غزة. ونقل موقع أكسيوس عن اثنين مسؤولين أميركيين، إنه من المتوقع أن يتوجه للقطاع لأول مرة ويتفقد مراكز توزيع الغذاء في مسعى لتقييم مباشر لحجم الكارثة الإنسانية.
ونقل «أكسيوس» أن ترامب يريد تقييم الأوضاع ميدانياً لتحديد كيفية تعزيز المساعدات المدنية، في ظل تعثر مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى بين إسرائيل و«حماس».
وتحدثت أوساط عبرية عن رسالة جديدة من «حماس» إلى القاهرة قالت إنها حملت قبولاً بتشكيل هيئة فلسطينية لإدارة القطاع المدمر ونقل الصلاحيات لها.
لكن بحسب المصادر العبرية رفضت الحركة مطالبة نتنياهو بنفي كبار قادتها خارج غزة، مشيرة إلى أنها تتمسك بوجودها المسلح في المنطقة الفلسطينية على غرار نموذج «حزب الله» بجنوب لبنان.
وجاء ذلك في وقت حضت 17 دول عربية، بينها السعودية وقطر ومصر، الحركة على تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية خلال «مؤتمر نيويورك» من أجل وضع حد للحرب الدائرة في القطاع.
وشدّدت الدول التي أدانت لأول مرة هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته «حماس»، على أن «الحكم وحفظ النظام والأمن في كل الأراضي الفلسطينية يجب أن يكون من اختصاص السلطة الفلسطينية حصراً، مع الدعم المناسب».
جهود مصرية
في السياق، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، ضرورة التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، في ضوء المجاعة التي «تفوق الخيال» بغزة، وأهمية بدء عملية التعافي المبكر وإعادة الإعمار.
وقال عبدالعاطي إن الدور السعودي ـ الفرنسي حرك ركود تنفيذ «حل الدولتين»، مشيراً إلى أن القاهرة تجري اتصالات يومية مع أميركا وقطر لدفع مباحثات عقد صفقة بين «حماس» وسلطات الاحتلال لوقف إطلاق النار.
وذكر أن مصر لديها «خطة واضحة للترتيبات الأمنية وحوكمة غزة بعد وقف الحرب»، لافتاً إلى أن القاهرة «تدرب المئات من الفلسطينيين لتولي مهام الأمن بالقطاع».
جدل ونقل
وفي حين توالت تهديدات «الكابينيت» بضم أجزاء من غزة، أثار وزير التراث المتطرف عميحاي الياهو جدلا داخلياً بوصف المحتجزين الإسرائيليين بأنهم أسرى حرب وليسوا مختطفين، داعياً إلى تأجيل التعامل مع ملفهم بعد انتهاء العدوان الذي طالب الأسبوع الماضي باستمراره حتى يتم «إبادة غزة وجعلها بأكملها يهودية».
وتزامنت تصريحات الياهو مع عودة الرئيس الأميركي للحديث عن فكرة نقل سكان القطاع خارجه، التي سبق له أن طرحها، إذ قال إن «بعض الناس أحبوا هذه الفكرة، وبعضهم لم يحبوا ذلك، وسنرى كيف تسير الأمور قبل أن ننفذ الفكرة».
ضحايا ومساعدات
ميدانياً، أحصى الدفاع المدني بالقطاع مقتل 14 فلسطينياً بنيران جيش الاحتلال، بينهم عشرة قرب مراكز لتوزيع المساعدات تديرها شركة أميركية خاصة، فيما ذكر المكتب الحكومي بالقطاع أن بعض البيانات الواردة من جهات مصرية رسمية عن دخول كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة لا تنقل الواقع.
وأفادت السلطات الصحية برصد وفاة 7 حالات جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية بالتزامن مع استمرار التدفق المحدود للمواد الإغاثية عبر الإنزال الجوي والبري لليوم الرابع على التوالي.