نُسَيبةُ بنتِ كعبٍ ذاتُ باعِ
تصدَّتْ للأعادي كالسِّباعِ
فأُمُّ عِمارةِ الفُضلَى تفانتْ
فيَا لِشَجاعةٍ مِلْءَ النُّخاعِ
مُبايِعةٌ مُجاهدةٌ جسورٌ
لها ركنٌ وطيدٌ كالقلاعِ
هي الأمُّ الرؤومُ وخيرُ زوجٍ
وقلبٌ في العبادةِ والمساعي
مُحَدِّثةٌ وراويةٌ بعلمٍ
تلقَّنتِ الفضائلَ بانتفاعِ
توجَّهتِ الوجيهةُ نحو بأسٍ
وأعطتْ درسَها يُمنَى الذِّراعِ
إلى الميدانِ هبّتْ دونَ خوفٍ
كطودٍ شامخٍ رهنِ الدفاعِ
فكمْ شهدتْ مشاهدَ مَعْ نبيٍّ
تقيهِ بترسها دون ارتياعِ
فصلَّطتِ الحُسامَ على الأعادي
لتخطفَ مَن دنا منهُ بباعِ
تُقاتلُ عن رسولِ الله عزماً
وطَولاً في المعاركِ لم تُراعِ
أمامَهُ، عن يمينٍ، عن شمالٍ
وخلفهُ مثلَ أجنحةِ الشراعِ
بُطولَتُها الأبيَّةُ في المغازي
لَكَم رُوِيَتْ بحبٍّ واستماعِ
لها بين النُّجومِ وضيءُ نورٍ
لها تاريخُها مددُ اليراعِ
فكم سقتِ العطاشَى ضمدتهم
وكم حملتْ سلاحاً للصراعِ
وكم أودتْ بأحلامِ الأعادي
وأَرْدَتْهُمْ شَعوباً باندفاعِ*
ويوم يمامةٍ خرجتْ إليهم
تقاتل ضدَّ كذَّابِ الضِّباعِ
وعادتْ بعد أن قُطعتْ ذراعٌ
وأخرسَ ابنُها نَقَّ النُقاعِ*
كذاكَ هي الجليلةُ لم تُبالي
وقد تركتْ خُطاها في البقاعِ
صلاةُ اللهِ في الأكوانِ تُتلَى
على بدرٍ أطلَّ من الوداعِ
وآلِ البيتِ عِترةِ مُصطفانا
وصحبٍ صادقين ذوي اتِّباعِ
* شَعوب: من أسماء المنية.
* أصوات نقيق الضفادع التي في النقع المائية.
شعر: ندى السيد يوسف الرفاعي