عشية انقضاء شهر على إعلان وقف حرب الـ 12 يوماً، بدأت إيران تحقيقات في حملة منسقة من الحوادث، بعد توالي البلاغات عن حرائق وانفجارات بشكل شبه يومي في بلدهم الذي تبادل، على مدار الأعوام الماضية، ضربات غير معلنة مع إسرائيل ضمن ما عُرف بـ «حرب الظل».

ونقلت «نيويورك تايمز» عن 3 مسؤولين إيرانيين، بينهم عضو في الحرس الثوري، اليوم، قولهم إنهم يعتقدون أن العديد من هذه الحوادث كانت أعمال تخريب وضربات يقف «الموساد» وراءها، نظراً لسجله في تنفيذ عمليات سرية داخل إيران، بما في ذلك التفجيرات والاغتيالات.

Ad

وفي حين لم تقدم السلطات الإيرانية تفسيراً مقنعاً حول سبب وقوع انفجارات غازية بمعدل واحد إلى اثنين يومياً في مختلف أنحاء البلاد منذ انتهاء الحرب، ذكّر البعض بتهديد مسؤول كبير في «الاستخبارات الإسرائيلية» بمواصلة العمل داخل إيران، بعد حملة القصف المكثفة التي انتهت في 24 يونيو الماضي.

ووقعت بعض الحوادث في مواقع بنية تحتية استراتيجية، مثل الحريق في مصفاة نفط رئيسية بمدينة عبادان جنوب البلاد يوم السبت، الذي أسفر عن مقتل شخص وإصابة عدد من الأشخاص وتوقّف خط إنتاج. بينما ساهمت حوادث أخرى، مثل الانفجارات في المباني السكنية والمصانع، في خلق شعور بالفوضى وعدم الاستقرار.

هدوء حذر

ورغم تماسك حالة الهدوء الحذر بين طهران وإسرائيل، في أعقاب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقف إطلاق النار، تحدثت السلطات الإيرانية عن قيام مروحية عسكرية بتحذير مدمرة أميركية ومنعها من الاقتراب من المياه الإقليمية، بعد محاولتها الاقتراب قرب الخليج. وذكرت أن المروحية حلّقت فوق المدمرة «فيتزجيرالد»، التي هددت بدورها بإسقاطها قبل أن تتدخل قوات الدفاع الجوي الإيرانية وتجبر القطعة البحرية الأميركية على الابتعاد.

في غضون ذلك، أكد الرئيس مسعود بزشكيان أن بلاده مستعدة لأي عمل عسكري إسرائيلي، مشددا على أن «القوات جاهزة لضرب عمق الأراضي المحتلة من جديد».

ورأى بزشكيان، في تصريحات حادة بمواجهة ضغوط أوروبية مع الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن الأنشطة الذرية، أن «الحديث عن إنهاء البرنامج النووي الإيراني وفق شروط أحادية محض وهم».

وقبل يوم من اجتماع إيران و«الترويكا» الأوروبية، هدد النائب المحافظ منوشهر متكي، بأن البرلمان سيصوّت على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، في حال أقدمت بريطانيا وفرنسا وألمانيا على تفعيل آلية «سناب باك» للعودة التلقائية إلى العقوبات الأممية.

آلية جديدة للعلاقات

وفي المقابل، قال نائب وزير الخارجية، كاظم غريب آبادي، إن إيران وافقت على السماح لفريق فني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارتها خلال الأسابيع المقبلة لمناقشة «آلية جديدة» للعلاقات.

وفي وقت تستعد إيران لإطلاق قمر صناعي محلي الصنع غداً باستخدام صاروخ «سويوز» الروسي، أعلن وزير الخارجية الأوكراني، أندريه سيبيغا، ونظيره الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي يزور أوكرانيا، بدء «حوار» بين بلديهما لمواجهة «التهديد الإيراني» بشكل مشترك. وقال سيبيغا: «تُشكل إيران وروسيا تهديداً وجودياً ليس فقط لبلدينا، بل للأمن العالمي».

ووصف الوزير الأوكراني موسكو وطهران ومعهما كوريا الشمالية، التي أرسلت فرقة لمحاربة الجيش الأوكراني إلى جانب القوات الروسية، بأنها تُشكل «تحالفا من الأنظمة الخبيثة التي تدعم بعضها البعض وتُهدد العالم الحر». وأشار إلى «إمكانات كبيرة» للتعاون في «تقنيات الدفاع» بين إسرائيل وأوكرانيا.

من جانبه، أكد ساعر أن إسرائيل «تدعم» أوكرانيا في حربها ضد روسيا، وشكر الحكومة الأوكرانية لفرضها عقوبات على مسؤولين إيرانيين كبار ودعمها لحملة الضربات الإسرائيلية على إيران و«إدانتها لحماس».