في خطوة شكلت محطة تاريخية ونقطة تحوّل بارزة رسخت معها مكانتها بوصفها لاعبا فاعلا وأساسيا في المحيطين العربي والدولي، احتفت الكويت، أمس، بالذكرى الـ 64 لانضمامها إلى جامعة الدول العربية.
وعلى مدى أكثر من 6 عقود، لم تدخر الكويت جهدا لدعم وتعزيز منظومة العمل العربي المشترك، مكرسة بذلك إمكاناتها الدبلوماسية والتنموية والإنسانية لمصلحة قضايا أمتها العربية، ومبرهنة على التزامها الراسخ بتعزيز التضامن العربي.
وفي هذا الاطار، أكد عدد من الأمناء المساعدين بالجامعة العربية، في تصريحات متفرقة لـ «كونا»، أن الكويت ظلت على الدوام عمادا أساسيا في المنظومة العربية، وساهمت بحضورها الفاعل في تعزيز أواصر التعاون بين شقيقاتها العربية في جميع المجالات، سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإنسانيا.
وفي هذا الصدد، قال الأمين العام المساعد للشؤون السياسة الدولية بالجامعة، السفير خالد منزلاوي، إن انضمام الكويت إلى الجامعة مثّل محطة مفصلية في مسيرة العمل العربي المشترك، وشكّل انطلاقة لدور كويتي محوري اتسم بالحكمة والاتزان والانخراط الصادق في القضايا العربية.
وأضاف أن الكويت رسخت حضورها الفاعل داخل المنظومة العربية منذ ذلك التاريخ، فكانت دائما صوتا متزنا وداعما للتوافق والعمل الجماعي في خدمة المصالح العربية العليا.
وأشاد منزلاوي بالرؤية الواضحة والسياسة المتزنة التي تنتهجها الكويت تحت قيادة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، باعتبارها سياسة ترتكز على وحدة الصف العربي وتعزيز العمل المشترك وترسيخ الحضور العربي الموحد في المحافل الإقليمية والدولية.
قيادة حكيمة
من جانبه، قال الأمين العام المساعد للشؤون العربية والامن القومي بالجامعة، السفير خليل الذوادي، إن «الجامعة تلقت طوال العقود الستة الماضية دعما وتأييدا غير منقطعين من القيادة الحكيمة للكويت»، واصفا دورها في هذا الإطار بـ «الريادي».
وأوضح أن الكويت وفرت الدعم السياسي والاقتصادي والتنموي والاجتماعي لكل توجهات الجامعة، مشيرا الى الدعم الذي قدّمته في مجال التنمية المستدامة وتطلعات الجامعة نحو النماء والبناء في مختلف المجالات.
توجه معتدل
بدوره، أكد الأمين العام المساعد للشؤون الادارية والمالية بالجامعة، السفير محمد العجيري، أن «الكويت بفضل سياستها الحكيمة وتوجهها الدبلوماسي المعتدل، استطاعت أن تكون جسرا للتواصل بين الدول العربية، ونموذجا للدور الفاعل في تحقيق الاستقرار والتنمية بالمنطقة».
ولفت الى الدور التنموي الريادي للكويت ومساهماتها التنموية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الذي قدّم ولا يزال قروضا ميسّرة ومنحا لمشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة، وغيرها من القطاعات الحيوية، وامتد ليشمل تبادل الخبرات والتجارب التنموية.
وبشأن القضية الفلسطينية (قضية العرب المركزية)، أوضح أن الكويت لم تبخل منذ انضمامها للجامعة العربية عن دعم هذه القضية، حتى أمست «قضية وطنية» بامتياز على مدار عقود عديدة، ولم تألُ فيها جهدا للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية كافة.
تكامل اقتصادي
من جهته، قال الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية، السفير د. علي المالكي، إن الكويت تبنت نهجا ثابتا ركز على دعم التكامل الاقتصادي العربي وتفعيل آليات التعاون بين الدول الشقيقة في شتى القطاعات، مضيفا أنها أمست لاعبا فاعلا في كل الاتفاقيات الاقتصادية المعتمدة في إطار الجامعة.
وتابع أن الكويت ترجمت إيمانها بالعمل المؤسسي العربي بانتدابها كفاءات كويتية لتولّي مناصب مهمة في الأمانة العامة بالجامعة والمنظمات العربية المتخصصة ومؤسسات العمل العربي المشترك.