ارتفع سعر برميل النفط الكويتي 1.30 دولار ليبلغ 71.42 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الجمعة مقابل 70.12 دولاراً للبرميل في تداولات يوم الخميس الماضي وفقاً للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.
وفي الأسواق العالمية، شهدت أسعار النفط تغيراً طفيفاً مساء الجمعة، بفعل تقارير اقتصادية أميركية متباينة وأنباء متضاربة عن الرسوم الجمركية ومخاوف من نقص المعروض بسبب العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا جراء حربها في أوكرانيا.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية 24 سنتاً بما يعادل 0.3 بالمئة إلى 69.28 دولاراً للبرميل.
وانخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 20 سنتاً أو 0.3 بالمئة إلى 67.34 دولاراً للبرميل. ونزل الخامان القياسيان بنحو 2 بالمئة هذا الأسبوع.
وفي الولايات المتحدة، انخفض معدل تشييد المنازل الخاصة إلى أدنى مستوى في 11 شهراً في يونيو، إذ أدى ارتفاع أسعار التمويل العقاري وعدم اليقين الاقتصادي إلى عرقلة شراء المنازل.
وفي تقرير آخر، تحسنت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة في يوليو، بينما استمرت توقعات التضخم في الانخفاض.
وسيسهل انخفاض التضخم على مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) خفض أسعار الفائدة، مما سيعزز النمو الاقتصادي بتخفيض تكلفة الاقتراض للمستهلكين. وسيعزز النمو الاقتصادي القوي الطلب على الطاقة.
وذكرت صحيفة «فاينانشال تايمز» الجمعة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى إلى أن يتضمن أي اتفاق مع الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية تتراوح بين 15 بالمئة و20 بالمئة، مضيفة أن الإدارة تدرس حالياً نسب رسوم جمركية مضادة تتجاوز 10 بالمئة، حتى في حال التوصل إلى اتفاق.
وقال محللون في مركز أبحاث «سيتي جروب» التابع لبنك «سيتي جروب» الأميركي في مذكرة: «ربما ترفع الرسوم الجمركية المضادة المرتقبة والرسوم المعلنة الخاصة بالقطاعات المعدلات الفعلية للرسوم في الولايات المتحدة إلى ما يزيد على 25 بالمئة، متجاوزة بذلك أعلى مستوياتها في ثلاثينيات القرن الماضي... وفي الأشهر المقبلة، من المتوقع أن يظهر تأثير الرسوم الجمركية بشكل متزايد على التضخم».
ويمكن أن يؤدي ارتفاع التضخم إلى رفع الأسعار على المستهلكين وإضعاف النمو الاقتصادي والطلب على النفط.
وفي أوروبا، توصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لفرض حزمة العقوبات الثامنة عشرة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، التي تتضمن تدابير تهدف إلى مواصلة استهداف قطاعي النفط والطاقة في روسيا.
وقال محللون في كابيتال إيكونوميكس، في مذكرة: «قوبلت العقوبات الجديدة على النفط الروسي من الولايات المتحدة وأوروبا هذا الأسبوع برد فعل فاتر من السوق».
وأضافوا «هذا يعكس عدم ثقة المستثمرين في تنفيذ الرئيس (دونالد) ترامب لتهديداته، واعتقاداً بأن العقوبات الأوروبية الجديدة لن تكون أكثر فاعلية من المحاولات السابقة».
«شيفرون» و«هيس»
وأتمت شركة شيفرون صفقة استحواذها على شركة هيس بقيمة 55 مليار دولار الجمعة بعد فوزها في معركة قانونية تاريخية على منافستها الأكبر إكسون موبيل للوصول إلى أكبر اكتشاف نفطي منذ عقود.
واعتمدت استراتيجية رئيس شيفرون التنفيذي مايك ويرث لإحداث تحول في أداء شركته المتباطئ على عملية الاستحواذ تلك، وهي واحدة من كبرى صفقات الطاقة في العقد المنصرم.
وستحصل الشركة على حصة في امتياز ستابروك قبالة ساحل غيانا والذي يحتوي على أكثر من 11 مليار برميل من النفط، وهي واحدة من أسرع المناطق النفطية نمواً في العالم.
وقال ويرث في بيان «يجمع هذا الاندماج بين شركتين أميركيتين عظيمتين هما الأفضل في هذا القطاع».
وخاضت شركتا إكسون و(سي.إن.أو.أو.سي) الصينية، شريكتا هيس في غيانا، منازعات تحكيمية للمطالبة بحقهما الاستباقي في شراء حصة هيس، مما أخّر إتمام شيفرون عملية الاستحواذ على هيس لما زاد على عام.
وقالت إكسون في بيان «نختلف مع تفسير لجنة غرفة التجارة الدولية ولكننا نحترم عملية التحكيم وتسوية المنازعات».
وقالت شركة الصين الوطنية للنفط البحري (سينوك) إنها تشعر أيضاً بخيبة أمل بعد هذا الحكم.
ولا توجد إجراءات استئناف في غرفة التجارة الدولية، وهي المحكمة التي أشرفت على قضية التحكيم.
وبينما كانت تنتظر شيفرون الفصل في هذا النزاع، أوردت رويترز في وقت سابق أن الشركة كانت تجري التحضيرات اللازمة لسرعة إتمام صفقة الاستحواذ على هيس.
واجتمع موظفو تكنولوجيا المعلومات من شيفرون وهيس بانتظام للتخطيط لعملية الدمج، وأُبلغ موظفو هيس بإمكانية طلب تعويضات نهاية الخدمة بعد إتمام الصفقة.
في مقابلة مع «رويترز» الجمعة، قال ويرث، إن تحويل التكنولوجيا ودمج موظفي الشركتين سيستغرق بضعة أشهر.
وانخفض سهما شيفرون وإكسون بشكل طفيف في التداولات الصباحية.
ثروات النفط
أطلقت مطالبات إكسون والشركة الصينية معركة قانونية طويلة جذبت اهتمام قطاع النفط العالمي والمساهمين والمحامين الذين يصوغون اتفاقيات التشغيل المشتركة التي تنظم شراكات النفط حول العالم.
وتظهر هذه القضية قيمة حقل ستابروك، الذي حقق أرباحاً للائتلاف الذي تقوده إكسون ويسيطر على جميع إنتاجها النفطي، وحوّل غيانا إلى واحدة من أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، ولا تزال لديها إمكانات لاكتشافات نفطية أخرى.
وقال خبراء لـ«رويترز»، إن النزاع تركز على تفسير بعض الكلمات فقط في اتفاقية التشغيل المشتركة السرية بين إكسون وهيس وسينوك.
وقال ويرث لـ«رويترز»: «لم يكن من المفترض أن يحدث الأمر بهذه الطريقة. لقد انخرطنا في محادثات بحسن نية، لأشهر في الواقع، التي انتهت فجأة عندما أُبلغنا بأنهم (إكسون) سيتقدمون بطلب للتحكيم». وأضاف «النتيجة بسيطة ومباشرة، كما توقعنا منذ البداية».
ونقلت قناة سي.إن.بي.سي، التي كانت أول من نشر خبر فوز شيفرون، عن مقابلة مع الرئيس التنفيذي لشركة إكسون، دارين وودز، قوله إن الشركة تدرس الحكم لتحديد ما إذا كانت ستدرج بنودا في العقود لضمان الفوز في النزاعات المستقبلية.
وذكرت القناة أن وودز قال إن علاقة إكسون مع شيفرون في مشاريع أخرى حول العالم كانت جيدة طوال إجراءات التحكيم.
وقال وودز لسي.إن.بي.سي «لم يكن هذا الأمر يخص شيفرون قط، بل كان الأمر يتعلق أكثر بتنفيذ العقود بالطريقة المنشودة».
وارتفعت أرباح شركة هيس من غيانا إلى 3.1 مليار دولار العام الماضي من 1.9 مليار دولار في 2023.
وبلغ إجمالي إيرادات شيفرون المعدلة العام الماضي 18.3 مليار دولار، بانخفاض عن 24.7 مليار دولار في 2023.