أكدت محكمة الجنايات، الدائرة الثانية، برئاسة المستشار متعب العارضي، أهمية وضرورة إعادة تأهيل المتهمين بالانتماء إلى التنظيمات الإرهابية، عبر خضوعهم لدروس علمية ودينية داخل السجن، لتصحيح الأفكار المنحرفة والمتطرفة التي يحملونها، وإعادتهم من جديد للاندماج في المجتمع، بعد قضاء العقوبة المقضي بها، مشددة على أن «عقوبة الحبس وحدها لا تكفي للقضاء على الأفكار المنحرفة المتطرفة».
وكانت النيابة العامة قد اتهمت مواطناً بالاشتراك في جماعة إرهابية تُدعى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، والتي غرضها العمل على نشر مبادئ ترمي إلى هدم النظم الأساسية بطريقة غير مشروعة، وهو عالم بالغرض الذي تعمل له تلك الجماعة، وذلك بعد القبض على المتهم قادماً من تركيا، وفقا للتحريات السرية لضابط الواقعة.
وفور وصول الطائرة تم ضبط المتهم وتفتيشه، وبعد ذلك تم اقتياده إلى مبنى جهاز أمن الدولة، وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات أقر المتهم سالف الذكر في البداية بأنه في عام 2000 غادر البلاد برفقة عائلته إلى باكستان، وذلك للدخول إلى أفغانستان، لرغبة والده في الالتحاق ضمن صفوف المقاتلين بتنظيم القاعدة آنذاك، وبعدها بعامين - أي في عام 2002 تقريباً - غادر مع أسرته أفغانستان وانتقلوا للإقامة في سورية، موطن والدته.
وفي عام 2004 تم إلقاء القبض على والده من قبل السلطات السورية وتسليمه لدولة الكويت، بسبب دخوله إلى سورية بطريقة غير مشروعة، بينما بقي هو برفقة والدته، كما أقر المتهم بأنه يحمل الفكر الجهادي المتطرف منذ بلوغه سن الخامسة عشرة تقريباً، نظراً للبيئة التي كان يعيش فيها، حيث كان والده سالف الذكر دائماً ما يحثّه عبر اتصالاته الهاتفية معه على الجهاد في سبيل اللّٰه، والانضمام لجماعة داعش، أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام.
والتقى في سورية بعدد من قادة تنظيم داعش، وانتقل إلى معسكر خاص تابع للتنظيم ويقع في منطقة التل، وقام بمبايعة أمير تنظيم داعش آنذاك، وخضع لدورة تدريب مكثفة اشتملت على تدريبه على حمل السلاح وطرق استعمال الأسلحة النارية والذخائر، وطرق الاشتباك مع العناصر المسلحة، ولم يشارك بأي عملية هناك بعد القبض عليه من الجيش الحُر.
وقضت محكمة الجنايات بحبس المتهم 5 سنوات، مشيرة في ختام قضائها إِلى البيئة التي نشأ المتهم فيها وعلاقته بالتنظيم واعتناقه «أفكارا ومبادئ» خطيرة، ومن ثم فإنه يحتاج - إلى جانب عقوبة السجن - لإعادة تأهيله وخضوعه لدروس علمية ودينية داخل السجن، لتصحيح الأفكار المنحرفة والمتطرفة، التي يحملها، وإعادته من جديد للاندماج في مجتمعه، بعد قضاء العقوبة المحكوم بها، فـ «عقوبة الحبس وحدها لا تكفي للقضاء على الأفكار المنحرفة والمتطرفة».