كلنا نحفظ الأحاديث النبوية التي تنهى عن الكِبر، وأشهرها «لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر».
والغريب أن هذا الخلق الذي ينفيه الجميع عن نفسه نراه كثيراً في إشارات أو أقوال أو أفعال واضحة في مجتمعنا الصغير، فهناك من يتكبّر على الوافدين، أو على جنسية معيّنة منهم، وهم قد جاؤوا لطلب الرزق، ويعمل أكثرهم في المهن التي لا يقبل بها الكويتي، كما يتندر البعض على عمومهم بالنكات ومختلف الاتهامات والنواقص، وهذا غير مقبول شرعاً.
وهناك مَن يستخدم ألفاظاً مثل أصيل و«بيسري»، وفي دول أخرى ألفاظ مثل قبيلي وخضيري، مع أن النبي، صلى الله عليه وسلم، أعتق صفية وكانت يهودية وتزوجها، فصارت أم المؤمنين (البخاري)، وزوّج ابنة عمته لزيد مولاه (البخاري)، وكثير من علماء وقادة المسلمين كانوا من الموالي والأعاجم.
وهناك مع الأسف من يعيّر أحدهم بشيء لم يكن له دخل فيه من ناحية أصول أخواله، رغم ما ثبت عن أن الصحابي أبا ذر عيّر أحد المسلمين بأن أمه أعجمية، فقال له النبي الكريم «إنك امرؤ فيك جاهلية» (مسلم).
والعدل والمساواة من صلب الدين، ألم يقُل الله عز وجلّ «إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم»؟
وقد عبّر النبي، صلى الله عليه وسلم، تعبيراً جميلاً عن المساواة، فقال «إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد» (مسلم)، وقال أيضاً «المسلمون تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم» (صحيح الجامع).
لقد حمّل الدستور الكويتي مجلس الأمة والحكومة أمانة الأخذ بأحكام الشريعة الإسلامية، لذلك على الحكومة أن تتصدى فوراً لكل دعوات تقنين التفرقة... والله الموفق.