في وقت تواصل إسرائيل شن غاراتها الجوية على مواقع تابعة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان وشرقه، أكد مصدر أمني إسرائيلي رفيع أن العمليات العسكرية ستتواصل «طالما هناك ذراع عسكرية للحزب»، مستبعداً في الوقت نفسه القيام باجتياح بري شامل للأراضي اللبنانية.

وقال المصدر، في تصريحات لوسائل إعلام عربية ودولية أمس، إن «كل ناشط عسكري في حزب الله هو هدف لنا، لكن من يضع سلاحه ويعتزل القتال، سنتركه وشأنه».

Ad

وأضاف: «ننطلق من أن بنى الحزب التحتية ومقاتليه وسلاحه هي أهداف مشروعة لنا في كل الأراضي اللبنانية، ونعمل بناءً على هذا المبدأ».

وأشار المصدر إلى أن «قوات الرضوان» التابعة لـ«حزب الله» سيتم تفكيكها «سواء بأيدي الحزب أو بأيدينا»، مضيفاً أن محاولات الحزب للعودة إلى جنوب الليطاني تبقى «محدودة»، في إشارة إلى الخط الذي حدده القرار الدولي 1701 بعد حرب يوليو 2006.

ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي تنفيذ عمليات برية محدودة داخل الأراضي اللبنانية، شدد المصدر على أن ما يجري «ليس اجتياحاً برياً»، موضحاً: «نقوم بعمليات موضعية عند الحاجة، وليس لدينا نية لشن هجوم واسع».

وأكد أن إسرائيل «ترحب بأي جهد من الجيش اللبناني لجمع سلاح حزب الله»، مضيفاً: «نلاحظ نشاطاً ممتازاً للجيش في هذا الإطار».

وفي لهجة بدت لافتة، قال المصدر: «عندما يستكمل الجيش اللبناني مهامه كما هو متفق عليه، سنوقف استهدافاتنا وننسحب من الجنوب»، مشيداً بـ«جدية الحكومة اللبنانية في تفكيك قدرات الحزب العسكرية».

واعتبر المسؤول الإسرائيلي أن «الواقع في لبنان تغيّر جذرياً»، وأن «الإنجازات العسكرية الإسرائيلية ستساعد لبنان في تطبيق القرار 1701، وتمهّد لمستقبل أفضل».

على الأرض، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أمس، مقتل مدني في غارة بطائرة مسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية في بلدة المنصوري بقضاء صور، جنوباً.

وفي حادث ميداني منفصل، أفادت وسائل إعلام محلية بأن اشتباكات اندلعت بين عناصر «اليونيفيل» ومناصرين لـ«حزب الله» في بلدة عيتيت، بعدما اعترض منصارون لحزب الله دورية، مضيفة أن جنود اليونيفيل استخدموا الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

إلى ذلك، كشفت صحيفة «الأخبار» اللبنانية أن وفداً من لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، برئاسة الجنرال الأميركي مايكل ليني، يجري جولة ميدانية على الحدود الجنوبية.

وفي تطور داخلي، أفادت ملعومات بأن استخبارات الجيش اللبناني أوقفت 5 أشخاص ظهروا حاملين السلاح في مسيرة عاشورائية جرت في منطقة زقاق البلاط قبل ايام.

وفي سياق دعم المؤسسة العسكرية، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل مدير عام صندوق قطر للتنمية فهد بن حمد السليطي.

وأكد هيكل أن «المبادرات القطرية تأتي في سياق دعم أمن لبنان واستقراره في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة».