تنطلق في 19 أغسطس المقبل، فعاليات المهرجان الفني التشكيلي الدولي «سلام» في لبنان، بتنظيم من جمعية Artisidama، بمشاركة نخبة من الفنانين والخزافين من مختلف الدول العربية، في تظاهرة فنية تهدف إلى تعزيز قِيم السلام الإنساني والداخلي من خلال الفن.

في البداية، قالت رئيسة الجمعية والمنسقة العامة للمعرض رجاء نيقولاس إن جمعية Artisidama تعنى بتعزيز السياحة الثقافية في لبنان، من خلال دعم ورعاية الفنون التشكيلية، مؤكدة أن الجمعية نظَّمت العديد من المشاريع الفنية والثقافية داخل لبنان وخارجه، منها في مصر والأردن، وتسعى حالياً لتنفيذ خطط مستقبلية طموحة في هذا المجال.

وبينت أن اسم الجمعية (Artisidama) يجمع بين الفن والاستدامة، في إشارة إلى رؤية الجمعية، التي تقوم على ربط الإبداع الفني بالتنمية المستدامة، وتكريس الفن كوسيلة للحوار والتقارب الثقافي.
Ad


وحول مهرجان «سلام»، الذي تمتد فعالياته من 19 حتى 23 أغسطس، أكدت نيقولاس أنه يُعد منصة فنية تشكيلية عربية ودولية تُقام في لبنان ببلدية جونيه، ليكون رسالة فنية تعبِّر عن الرغبة الجماعية في السلام.

وأشارت إلى أن المهرجان سيشهد مشاركة فنانين وخزافين من البحرين، والعراق، والكويت، والجزائر، والهند، والأردن، ومصر، وسورية، وفلسطين، في تظاهرة فنية تسعى إلى تعزيز قِيم التلاقي والحوار بين الشعوب من خلال الفن.

وأوضحت أن اختيار اسم «سلام» لم يأتِ من فراغ، مُعلِّقة: «السلام هو الاسم الذي رافقني طوال حياتي، وهو أيضاً اسم إنسانة كانت قريبة جداً من قلبي، لكنها رحلت، لذلك يحمل المعرض بالنسبة لي بُعداً إنسانياً عميقاً يتجاوز الفن، ليصل إلى مشاعر الذاكرة والحنين».

وذكرت نيقولاس أن ما يميز مهرجان «سلام»، هو تنوُّع الفنون المشاركة، حيث سيقدِّم بعض الفنانين أعمالاً في فن الموزاييك، إلى جانب مشاركة فنانة متخصصة في فن الأيقونة، أحد الفنون الأصيلة المرتبطة بالمدرسة البيزنطية، مما يمنح المهرجان طابعاً فنياً شاملاً يجمع بين المدارس والأساليب المختلفة.

وأعربت عن أملها في أن يحقق المهرجان النجاح المنشود، مشيرة إلى أن التحضيرات بدأت منذ أبريل الماضي، حيث يعمل فريق التنظيم بشكلٍ متواصل، لضمان أن يخرج المهرجان بصورة تليق بالمشاركين والجمهور، ويجسِّد رسالة السلام التي يحملها.

مهرجان غني بالأنشطة

من جانبه، أعرب الخزاف علي العوض عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث، مشيراً إلى أن المهرجان يضم مجموعة من الخزافين العرب، من بينهم رئيس جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين الفنان سعد العاني.

وقال العوض إن عنوان المعرض (سلام) لامس تجربة شخصية مرَّ بها، بعدما استمع إلى قصة الفنانة رجاء نيقولاس التي ألهمها اسم المعرض بحُكم تجربة إنسانية عاشتها.

وأضاف: «شعرت بأن تجربتها تشبه ما مررت به بعد فقدان زوجتي العام الماضي، فاخترت أن أشارك في المعرض من خلال عملين خزفيين لايزالان في مرحلة التجهيز، وهما يعكسان هذه الحالة الإنسانية، وما تحمله من تأملات في السلام الداخلي، خصوصاً بعد الفقد».

وأشار إلى أن المشاركة في المعارض الخارجية تُعد فرصة ثمينة للفنانين، حيث تُسهم في إثراء تجربتهم، وتوسيع شبكة علاقاتهم، وتبادل الأفكار، فضلاً عن عرض منتجاتهم الفنية أمام جمهور أوسع.

واختتم: «ما سمعته عن برنامج المهرجان يؤكد أنه سيكون غنياً بالأنشطة، إذ يتضمَّن محاضرات، وندوات فنية، ورحلات ثقافية، ما يعزز من قيمته كحدث إبداعي متكامل».