عام 1982م عندما نادى العالم الهندي راناجيت جوها إلى النظر والتأمل في تاريخ الطبقة الدنيا من البشر، ظهرت عدة جدليات من خلال الفلسفة التاريخية التي جعلتنا نفكر في مادة التاريخ بطريقة مختلفة، فأنتجت لنا موضوعات مختلفة، مما جعل من هذه الموضوعات إنشاءً وتجديداً كاملاً حول مجال التاريخ، وذلك بإثراء أدواته التي من خلالها نتج عنها إثراء وتشعب المادة التاريخية القديمة، مما جعلنا نعتبر ونقرأ وننظر إلى التاريخ بطريقة وزاوية مختلفة، مما كفل بذاك التطور وجود مفاهيم جديدة للتاريخ، حيث لم تكن موجودة من قبل، وإثراء وتأصيل أكثر لمفهوم الهوية المناسبة مع كل أطياف المجتمع القديم، حيث تعتبر بوجودها أساس بناء المجتمعات المثقفة والنافعة.
لذلك ظهر الجدل حول مسألة هامة وهي الدخول في طرح مسألة «المهمشون في التاريخ». والكلام في فرضيات التحليل التاريخي المصاحب لهذه النظرية.
فكان الخوض في هذه النظرية أن تمت قراءة التاريخ من جديد وكذلك بفهم جديد، وربما تمت إعادة كتابته من جديد أيضا، وكما يقال النظر وقراءة أحداث التاريخ من الأسفل إلى الأعلى وليس العكس الدارج.
فالمهمشون في التاريخ هم مجموعة ممن عاصروا تاريخاً معيناً، ولم يكونوا ذا دور فعال في تحديد مساراته، ولكن بعد مرور الزمن احتاج المؤرخ إلى تعزيز الخوض في التفاصيل التاريخية المحققة في التاريخ، فصار يبحث في تفاصيل أكثر دقة للوصول إلى فهم أكثر عمقاً، وبالتالي صار الذهاب إلى المهمشين للخروج بمادة ثانوية من التاريخ تعين المادة الرئيسية، للوصول إلى فهم أكثر دقة، والوصول إلى معرفة تاريخية أكبر، ولربما البحث في المهمشين يوصلك أيضاً إلى قضايا وشخصيات قد ظلمت ولم تذكر ولم تأخذ حقها في ذكرها بين صفحات وأحداث التاريخ نفسه، فصار حينها من العدل النظر فيها والكتابة عنها علنا نشير في إظهارها في الدخول بمادة جديدة هي أحوج اليوم للمجتمعات من أجل الاقتداء والتأسي بها.