هل تعلم أنه بحلول عام 2100 سيكون تِعداد سكان الكوكب الأزرق قد تجاوز 10.4 مليارات نسمة؟! حسناً، هل تعلم أنه لايزال هناك من سكان هذه الصخرة الطافية في المجرَّة مَنْ لا يستطيع الوصول إلى الطعام أصلاً، فضلاً عن طعام ذي جودة مقبولة؟!

طيب عزيزي القارئ، لنذهب إلى منظور «تليسكوبي» أدق، ونسلِّط الضوء على الحالة المحلية في الدولة، هل تعلم أن جل المنتجات بالأسواق المحلية بنسبة تقدَّر بـ 95 في المئة؜ هي بالواقع مستوردة؟!

Ad

إلى هذه اللحظة، ونحن مازلنا نعاني، وفي افتقار إلى تطبيق مبادئ الزراعة المستدامة على مستوى الدولة، والمزارع لايزال يعاني، ويحتاج إلى عدة أمور.

لعله مفيد للقارئ أن يعود إليها فيما قد نشرناه سابقاً في أعداد جريدة «الجريدة» على مدار سنين طوال. لهذا، فإن الحديث عن تقنيات وأعمال تكنولوجية متطورة وحديثة قد يكون سابقاً لأوانه، وشيئاً من الخيال العلمي في واقعنا الكويتي، والذي يحتاج إلى «نفضة» على المستوى البيئي، لاسيما الجانب الزراعي.

على العموم، ومن أهم ما يتم طرحه وتداوله على مستوى الأسواق العالمية، هو موضوع الزراعة العمودية، وكيف لهذه التقنية أن تحل عدداً من المشكلات، وهي تقنية تحتل - وفق المصادر المحكمة - مقدار 5.6 مليارات دولار كحصة في الأسواق العالمية، وقيمة كلية لهذا القطاع.

الزراعة العمودية من التقنيات أو بالأحرى الأساليب الزراعية الحديثة والمتطورة التي تحل عدداً من المشاكل، خصوصاً فيما يتعلق باستغلال المساحات، وتُعرف بأنها الزراعة بطريقة عمودية (من فوق بعض) في أماكن مغلقة على شكل طبقات يتم التحكم بها ومراقبتها تقنياً. كما يمكن استخدام الزراعة المائية معها من حيث استخدام أساسات مائية، أو حتى استزراع أسماك معها في آن واحد.

للزراعة العمودية جوانب عدة في الاستدامة تتداخل بشكلٍ مباشر مع كل الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية. ولعله مفيد أن نعرج على موضوع تلك الفوائد، لإبراز العوائد التنموية لها.

ومن الجانبين الطاقي والبيئي، فالزراعة العمودية تستهلك مقدار 6-27 ضعف الطاقة، مقارنة بالزراعة الاعتيادية. لكن مع إيصال الكهرباء والإضاءة بفترات محدَّدة، ومن مصادر متجددة، تعتمد على أوقات ذروة الاستفادة للنباتات، وكذلك استخدام إضاءة ذات طابع عالي الكفاءة، واستغلال موارد مياه معالجة وإنتاج عالٍ، يمكن موازنة الحسابات البيئية لمصلحة الزراعة العمودية بشكل ملحوظ.

كل ما سبق ذكره يمكن دمجه مع عدة عوامل متداخلة مع الزراعة العمودية، وكذلك تأثيرها الاجتماعي والاقتصادي. كما يمكن إسقاط كل ما سبق على حيازاتنا الزراعية في الدولة، لتكون مجمعات زراعية متكاملة بشكلٍ يقنن الاستخدام لما فيه خير وصالح، والله كريم، وهو المستعان.

على الهامش:

صرَّح وزير الكهرباء والماء والطاقة المتجددة صبيح المخيزيم في 8 يونيو خلال زيارته محطة الزور الجنوبية، بأن تعزيز البحث والابتكار لدعم قطاعَي الكهرباء والماء هو أساس المرحلة. أتمنَّى من الوزير المخيزيم ترجمة هذا التصريح بشكل عملي وعلمي تحت إشرافه بشكلٍ مباشر، بحيث تدخل التقنيات الحديثة والمتطورة من إنتاج الطاقة المتجددة لتخفيف الأعباء عن المحطات، وإدخال التقنيات النظيفة، بحيث يخف الاعتماد على الوقود الأحفوري

الحل بإدارة النفايات الصلبة والغازية، لتثمينها، واستخدامها بأفضل صورة.

هامش أخير:

لولا ستر الله علينا، نحن البشر، لما استطعنا النظر في أوجه بعضنا البعض.