على وقع الأحداث الإقليمية الراهنة وتداعياتها، استأثرت قضية الأمن الغذائي والمخزون الاستراتيجي للسلع الضرورية باهتمام ومتابعة من الجهات المعنية كافة في الحكومة والجمعيات التعاونية.

وفي هذا السياق، تابع وزيرا التجارة والصناعة، خليفة العجيل، والشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة، د. أمثال الحويلة، حركة الأسواق والسلع عبر رصدها ومتابعتها من غرفة العمليات المركزية التابعة لقطاع الرقابة في وزارة التجارة.

Ad

وشدد الوزيران على أهمية الجاهزية المستمرة والتنسيق المتكامل مع الجهات المعنية لضمان توافر السلع ومتابعة حركة الأسواق الغذائية وسائر الجوانب ذات الصلة.

وأوضح العجيل أنه تم الطلب من وزارة الشؤون مخاطبة الجمعيات التعاونية لحثّها على التعاون والتكامل مع غرفة العمليات المركزية، بما يسهم في تسهيل مهام الرقابة ومتابعة حركة الأسواق وتدفّق السلع، مع الحفاظ على أدوار ومهام كل جهة، ضمن إطار من التنسيق المؤسسي المسؤول.

وطمأن المواطنين بتوافر السلع الأساسية واستقرار المخزون الاستراتيجي، مؤكدا أن الأوضاع تحت السيطرة وفق الخطط المعتمدة، وأن الأسواق تشهد وفرة في المعروض بما يلبّي احتياجات المستهلكين.

خدمات منتظمة

بدورها، جددت وزارة الشؤون تأكيد استقرار المخزون الاستراتيجي من السلع الغذائية الأساسية في الجمعيات التعاونية بمختلف مناطق البلاد، مشددة على أنه «لا داعي لأي قلق في ظل الأوضاع الإقليمية الراهنة».

وأعلنت «الشؤون»، في بيان لها، أن «الجمعيات التعاونية مستمرة في تقديم خدماتها بشكل منتظم، وأن جميع السلع متوافرة بكميات كافية ومن دون انقطاع». وأشارت إلى وجود خطط استراتيجية وبديلة تضمن استقرار السوق المحلي وتوافر السلع في جميع الظروف، مؤكدة استمرار المتابعة والتنسيق مع الجهات المختصة لتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين كافة على مدار الساعة.

متانة المخزون

من جهته، أكد المدير المعيّن لاتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية، عبدالعزيز المطيري، متانة المخزون الاستراتيجي من السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية، مطمئناً المستهلكين، وداعيا الى عدم القلق أو التزاحم والتكدس بالأسواق التعاونية، تخوفاً من احتمالية نقص أي سلعة، لاسيما أنها متوافرة داخل الأسواق المركزية والأفرع التعاونية.

وقال المطيري لـ «الجريدة» إن «الاتحاد يقوم بجولات ميدانية على الأسواق المركزية والأفرع التعاونية لرصد حالة المخزون ومستويات السحب، ويعمل وفق توجيهات مجلس الوزراء والوزيرة الحويلة، التي شددت على أهمية الجاهزية المسبقة وتأمين السلع الأساسية في الجمعيات كافة على مستوى البلاد».

وأضاف أن «الاتحاد يواصل تنسيقه المستمر مع الموردين والجهات الرقابية لضمان انسيابية التوريد واستقرار الأسعار، واتخاذ الإجراءات الاستباقية التي تحفظ توازن السوق وتلبّي احتياجات المواطنين والمقيمين دون انقطاع».

ودعا مجالس «التعاونيات» إلى التواصل الفوري مع الاتحاد في حال ظهور أي عراقيل بالتوريد، لضمان سرعة المعالجة والتنسيق مع الجهات المختصة، مؤكداً جاهزية الاتحاد لتقديم الدعم الكامل والتسهيلات اللازمة تلبية لاحتياجات المستهلكين.

وعقد المطيري اجتماعًا موسعًا مع ممثلي الشركات الموردة للأصناف المعتمدة، بهدف بحث أبرز التحديات المتعلقة بسلاسل التوريد، وعلى رأسها تأخُّر السداد، وقرب انتهاء صلاحيات بعض المنتجات، وآلية التسعير، إضافة إلى محدودية مساحات العرض في الجمعيات.

وأكد المطيري، خلال الاجتماع، حرص الاتحاد على معالجة هذه التحديات بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، مشيرا إلى أنه يتم اتخاذ خطوات تنسيقية تشمل تسريع عمليات السداد، وتحسين آليات التوريد، إلى جانب العمل على تعزيز المخزون الاستراتيجي.

وشدد على أهمية استمرار التعاون والتواصل المباشر بين الجمعيات التعاونية والشركات المورّدة، بما يحقق الأمن الغذائي الوطني، ويضمن استقرار السوق وتوافر السلع للمواطنين والمقيمين على حد سواء.

جولات ميدانية

واستكمالا لاجراءات المتابعة الميدانية للجمعيات، لاسيما مع تزايد حالة من «الهلع الشرائي» على بعض الجمعيات تزامناً مع ارتفاع وتيرة الاعمال العسكرية، وإعلان بعض الجهات عن وجود نقص بسيط في كميات المياه المعبأة، أجرى الوكيل المساعد لشؤون قطاع التعاون في وزارة الشؤون، أحمد الفريج، برفقة مدير اتحاد الجمعيات عبدالعزيز المطيري، جولات ميدانية مفاجئة اليوم شملت جمعيات تعاونية عدة في مختلف مناطق البلاد، لمتابعة المخزون الاستراتيجي من السلع والمواد الغذائية والأساسية، خصوصاً مخزون الجمعيات من صناديق المياه.

ونفى الفريج، في تصريح صحافي خلال الجولة، وجود أي أزمة في توريد صناديق المياه داخل الأسواق المركزية والأفرع التعاونية، مؤكدا توافرها على نطاق واسع وبكميات ضخمة، سواء على طاولات العرض أو لدى مخازن الجمعيات التي تحتوي عشرات آلاف الصناديق، ناصحاً المستهلكين بعدم تخزين صناديق المياه بالمنازل، في ظل عدم وجود ما يستدعي ذلك، نظراً لتوافرها بكثرة لدى الجمعيات، ولعدم تعرّضها للتلف.

وقال الفريج إن «التقارير اليومية التي تُرفع من قبل الفرق الميدانية الـ 6 التي شكّلتها الوزارة أخيراً للتفتيش والمتابعة اليومية للمخزون الاستراتيجي من السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية داخل «التعاونيات»، والوقوف على نسب السحب اليومي، وعلى أكثر السلع التي تحظى بإقبال واسع من المواطنين والمقيمين، رصدت نسب سحب مرتفعة على صناديق المياه، غير أنه بفضل تضافر جهود الوزارة واتحاد الجمعيات ومجالس إدارات التعاونيات، والتعاون الواسع مع الشركات المورّدة استطعنا تجاوز موجات السحب الثلاث المرتفعة على شراء المياه التي حدثت منذ بداية الأزمة الراهنة، والأسبوع الماضي، وكان آخرها يوم اليوم»، مؤكدا أن الجولات الميدانية على الجمعيات أظهرت ارتياحا واسعا لدى المتسهلكين من توافر السلع والمواد الغذائية، وخصوصاً صناديق المياه.

وذكر الفريج أنه، بالتنسيق مع اتحاد الجمعيات، عقدنا اجتماعا مع مسؤولي شركات تعبئة المياه المحلية أو التي تستورد الأصناف الأساسية من المخزون، والذين أبدوا تعاوناً واسعاً معنا في سرعة توفير السلع، وضخ كميات كبيرة منها، لاسيما صناديق المياه، داخل الأسواق التعاونية، مؤكداً أنه من خلال التنسيق الحكومي عالي المستوى بين الجهات ذات العلاقة، والخطط الموضوعة سلفاً لمواجهة الأزمات، وبجهود الفرق الميدانية التي تعمل على مدار الساعة، استطعنا مواجهة كميات السحب العالية على المياه، والتي نؤكد توافرها بكثرة داخل الجمعيات.